إن شهر رمضان شهر عظيم ، فضله لا يخفى على مسلم ، وقد وردت فيه نصوص من الكتاب الكريم والسنة المطهرة ، وقد اختصه الله بنزول القرآن فيه ووجوب صومه ، وميزه على غيره من الشهور بليلة القدر المباركة ، ولم يذكر اسم شهر من الشهور غير ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ، وورد في الخبر أن الناس لو يعلمون ما فيه من الخير للمؤمنين لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان.
هو شهر التقوى ، والجود والإحسان ، والقرآن والقيام .. وهو شهر النصر …
يقول الشيخ عطية صقر-رحمه الله تعالى- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
مما ورد في فضل شهر رمضان قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ……) إلى قوله ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
وروى أحمد أن: “النبي ( ﷺ ) لما حضر رمضان قال: قد جاءكم شهر مبارك افترض الله فيه عليكم صيامه، تفتح فيه أبوب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم.
وروى أحمد والنسائي بسند جيد جاء فيه زيادة على ما جاء في الحديث السابق جاء قوله: “ينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر ويا باغي الشر أقصر حتى ينقضي رمضان”.
وروى مسلم: ” الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ” .
وروى أحمد والبيهقي بسند جيد: “من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه ؛ كفر ما قبله “.
وروى أحمد وأصحاب السنن: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
ومعنى إيمانا: عزيمة وتصديقا، ومعنى احتسابا: راغبا في ثواب الله مخلصا.
وهناك حديث مقبول رواه سلمان في خطبة الرسول ( ﷺ ) لاستقبال شهر رمضان جاء فيه: “أن من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ومن تقرب فيه بسنة كان كمن تقرب بفريضة، وأنه شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. والله أعلم . (انتهى)
فعلى المسلم أن يغتنم هذا الشهر الكريم لفعل ما يوجب له رضا الله والجنة ويحرمه على النار .