ليس هناك فضيلة لموت الإنسان في يوم الجمعة أو غيره، مالم يزود نفسه بعمل صالح ،ولو كان للموت يوم الجمعة فضل، لمات فيه الصالحون ، فالعبرة بالعمل الصالح لا بالزمن .
يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر -رحمه الله – :
الأعمار بيد الله ـ سبحانه ـ وهي معلومة محدودة؛ ولذلك يقول القرآن الكريم: ( فإذا جاءَ أجَلُهُمْ لا يَستأخرونَ ساعةً ولاَ يَسْتَقْدِمُونَ)،( النحل: 11 ). والأيام ما هي إلا ظروف زمنية للأعمال، فمَن عمَّر هذه الأيام بالسعْي المشكور والعمل الصالح المبرور، كان له أجرُه وثوابُه عند الله؛ لأن الله ـ تعالى ـ يقول: ( إنَّا لا نُضِيعُ أجْرَ مَنْ أحْسَنَ عَمَلاً )، (الكهف: 30 ).
وهذا العمل مُسجَّلٌ مسطور عند الله: قليله وكثيره، ولكل عمل من أعمال الخير مهما قلَّ ثوابٌ وأثرٌ، ولكل عملٍ من أعمال الشرِّ عقابٌ وأثر، والله ـ تعالى ـ يقول: ( ومَن يعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . ومَن يَعملْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ). (الزلزلة: 7 ـ 8 ).
وعلى هذا نفهم أن الأيام كلها في نظر الإسلام فُرَصٌ لعمل الخير وتجنُّب الشر، وليس هناك ارتباط بين نجاة الإنسان من التَّبِعَةِ ووفاته في يوم معين من أيام الأسبوع، وإلاَّ لرأينا خيار الأمة مِن سَلَفِهَا الصالح يموتون في ليلة الجمعة، وإذا كان هناك لون مِن التفاؤل في هذا المقام، بأن الميت قد مات في ليلةِ يوم عظيم الشأْن عاطر السيرة في الإسلام، وهو يوم الجمعة، فليس معنى هذا أن مجرد موته في هذا الوقت يجعله من ذوي الأعمال الطيبة، إذا لم يكنْ هو في الحقيقة والواقع صاحب أعمال طيبة. والخير للمسلم هو أن يفهم أن الأساس في شريعة الله ـ تعالى ـ هو الإيمان والعمل: ( وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَملكَمْ ورَسولُهُ والمُؤمنونَ ). ( التوبة: 105 ).