إن عرض الأزياء كما يجري اليوم ونشاهده على شاشات التلفزة لا يكون إلا حراماً. وحتى عندما يكون عرضاً لأزياء إسلامية محتشمة فإنه لا يخلو من الحرام نظراً لما يكون معه من عرض لجسم المرأة ولو كان مستوراً. لذلك لا بد من ترك هذا العمل بشكل نهائي.
أما التمثيل فقد يكون مباحاً من حيث الأصل عند بعض الفقهاء المعاصرين، ولكن ما يرافقه من محرمات تجعله أقرب إلى الحرام؛ فاختلاط الممثلات مع الممثلين والمخرجين في مواقع التصوير، وسفر المرأة برفقة رجال لا يحلون لها إلى دول أخرى، وغير ذلك مما يقتضيه العمل لا يخلو من ارتكاب محرمات قطعية حتى ولو كانت المرأة محتشمة باللباس الشرعي، وهو أمر مستبعد في مثل هذه الأيام. لذلك فالعمل في التمثيل يتضمن الوقوع في كثير من المحرمات.
فعلى المسلم أن لا يبرر حاجته للمال من خلال أي عمل حرام فالأصل أن يبحث كل مسلم ومسلمة على العمل الحلال الذي يرضي الله عزوجل حتى يكون عليه وعلى من يعول خيرا وبركة.
ومن كان يعمل بالتمثيل فإنه يمكنه الاستمرار بالعمل مع السعي والحرص للابتعاد عن كل أنواع المحرمات وأولها ألا يأخذ اي دور تمثيلي يضطر فيه الى مخالفة الأحكام الشرعية التي ذكرناها سالفا.
أما المال الذي حصل عليه المسلم من هذا العمل فهو إما حرام مطلق وإما مال مشبوه على أقل الاحتمالات. والأصل فيه التخلص منه بتوزيعه على الفقراء. لكن من كان في حاجة فلا بأس أن يحتفظ من هذا المال بمقدار الإنفاق الضروري دون إسراف، ويصبح هذا المال حلالاً؛ لأنه يمتلكه بصفة الحاجة، وليس بصفة الأجر على عمل محرم.
وفي مثل هذه الحالة على المسلم الالتزام بالقاعدة الشرعية أن الضرورة تقدّر بقدرها، وأن هذه الضرورة تبيح الإنفاق من مال حرام في الأمور الضرورية وليس في الأمور الكمالية. وعليه بعد ذلك أن يبحث بجد عن عمل مشروع يكفيه وأولاده، وأن يستعين بالله على ذلك وهو خير معين.