الدعاء هو ما أرشد إليه الله تعالى فى قوله :( وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) مع مجاهدة النفس والتدبر لما يقرأ وما يقال من الأذكار فى الصلاة ، واستحضار عظمة الله تعالى الذي وقفت بين يديه .
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً -رحمه الله تعالى -:
جاء في صحيح مسلم عن النبي ﷺ. “يأتي الشيطان أحدكم فيقول له: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته” وقد سئل النبي ﷺ عن الوسوسة فقال “تلك محض الإيمان ” وفي رواية “صريح الإيمان” بمعنى أن الخوف من هذه الوسوسة يدل على الإيمان الخالص، لا أن الوسوسة تكون من الإيمان.
وقد بيّن الحديث الدواء الناجح لهذه الوسوسة، وهو الاستعاذة بالله والانتهاء عن التمادي فيها والركون إليها، وذلك من وحي قوله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) {الأعراف: 200}.
وإذا استعاذ الإنسان الضعيف بالله القوي كان ذلك دليلاً على عبوديته الخالصة له، والله يقول للشيطان الذي أقسم أن يغوي الناس أجمعين (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) {الحجر: 42}. ويوضح هذا ما حكى عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: هذا يطول؟ قال: أرأيت لو مررت بغنم ينبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي قال: هذا يطول عليك؟ لكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك. فالاستعانة بالله القوي سبيل لطرد وساوس الشيطان. والله أعلم (انتهى)
ويقول أ.د. جمال الدين عطية – رحمه الله تعالى -:
الشيطان يحيا معنا جميعاً، ويوسوس لكل إنسان، والحياة صراع بيننا وبين نوازع النفس والشيطان .
والأفكار التي تراود الإنسان فى الصلاة أو عدم التركيز والخشوع أثناء أدائها كل ذلك وارد، وعلى الإنسان أن يحاول التركيز في صلاته، وأن يستعين بتلاوة القرآن وبالذكر على النفس والشيطان، والدعاء الملح على الله بأن يبعد الوساوس ويعين الإنسان على نفسه الأمارة وعلى الشيطان (انتهى)