الصرع مرض نفسي،يجب على المسلم أن يتداوى منه عند الطبيب المختص، كما يجوز التداوي منه بالقرآن ،التماسًا لبركته ،وهو نافع إذا كان القارئ صالحًا، ولا يأخذ عليه أجرًا، والمقروء عليه ممن يحبون القرآن ،أما إن كان القارئ فاسقًا والمقروء عليه مثله،فقد لا ينفع القرآن .

يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر- رحمه الله تعالى-:
الصَّرَع مرض من الأمراض النفسيَّة والعصبية يجعل الشخص غير قادرٍ على التفكير وتحديد ما يُريد وما لا يُريد، ويَجعله غير قادر على مُزاولة الأعمال التي تُسند إليه، وغير قادر على التكيُّف مع المُجتمع، ويَنشأ عنه انفعالاتٌ كثيرة غير معروفة السبب، وقد تَشتد حتى يَفقد رُشده تمامًا ويَفقد القُدرة على الوُقوف فيَخِرُّ مَغشيًّا عليه لمدة قد تَطول وقد تَقصر.

وهو أنواع كثيرة:
منها المُؤقَّت، ومنها الدائم، ومنها الخفيف، ومنها المتوسط، ومنها العنيف، ومنها ما تُعرف أسبابه، ومنها ما لا تُعرف أسبابه.
ثم إن الأسباب كثيرةٌ تحتاج إلى التشخيص الدقيق لتَحديد سبب ونَوع المَرض ليُعطَى المريضُ الدواءَ المناسب.

وهناك نوع من الصرَع يَستعصي علاجُه على الأطباء في العصر الحالي، ولكلِّ داءٍ دواءٌ على كل حال، إنْ لم يُعرفِ اليومَ يُعرف غدًا، والعلْم في تَقدُّم مُستمر والحمد لله.

علاج الصرع عند الأطباء:

يجب على المَصروع أو على وَلِيِّ أمْره أن يذهب به إلى الطبيب الحاذِق المُتخصص في هذا النوع من الأمراض ليُحدِّد أسبابَه تحديدًا دقيقًا بقدْر طاقته البشرية وبحسَب ما لدَيْهِ من الإمكانيَّات العلميَّة والأجهزة الفنيَّة.

ويجب على المَصروع أن يَتَّبِعَ إرشادات الطبيب بدقَّة ولا يُخالفها، فقد يكون في مُخالفتها أثَرٌ ضارٌّ يزيد من المرض أو يُؤخر الشفاء منه.

وعليه أن يَصبر على تعاطي الأدوية؛ فإن العلاج قد يَطول، ولا ينبغي على وليِّ أمر المَصروع أن يذهب به إلى الدَّجَّالِينَ وأدعياء الطب والمَعرفة؛ فإنهم رجال سُوءٍ يُوهمون المريض بأن فيه جِنًّا قد لبِسه أو أنه مَسحور، أو أنه، أو أنه.. إلخ، ويَحصلون مِن وراء هذا النَّصْبِ والاحتيال على مَبالغَ طائلةٍ، لا أطالَ الله في أعمارهم ولا نفَعَهم بما يَأخذونه من أموال.

علاج الصرع بالقرآن:

أما العلاج بالقرآن فهو علاجٌ نافع إذا كان القارئ رجلاً صالحًا لا يأخذ على قِراءته أجرًا، وكان المَقروء عليه ممَّن يحب القرآن ويَتأثَّر به. وربما يَبرأ المريض مِن مرَضه تمامًا ببركة القرآن وببركة الدعاء مع القراءة أو بعدها، وقد يجد في سماع القرآن راحةً نفسيَّة وهُدوءًا في أعصابه فيكون ذلك أعوَنَ للطبيب على مُعالجته.

أما إن كان القارئ ظالمًا سيِّئَ الخُلق وكان المَصروع كذلك، فإن تِلاوة القرآن قد تَزيده مرضًا على مرَضه، قال تعالى: (ونُنَزِّلُ مِن القرآنِ ما هوَ شِفاءٌ ورَحمةٌ للمُؤمِنينَ ولا يَزيد الظالِمِينَ إلا خَسَارًا) (الإسراء: 82) وقال تعالى: (قُلْ هو للذينَ آمَنُوا هُدًى وشِفاءٌ والذينَ لا يُؤمِنُونَ في آذانِهمْ وَقْرٌ وهوَ عليْهِمْ عَمًى) (فُصِّلت: 44).