نحذر المسلمة من العادة السرية حيث تتعمد بعض الفتيات نتيجة لشعورها باستثارة جنسية وتهييج جنسي إلى استخدام اليد أو غيرها في العبث بالأعضاء الحساسة بغية الحصول على نوع من الإثارة الجنسية، وأحيانًا للحد من الشعور بالتهيج الجنسي الناتج عن المثيرات الحسية المختلفة التي يتعرضن لها عمدًا أو عن غير قصد.
ولمس الفرج باليد في حد ذاته ليس محرما لأن المرأة تحتاج أن تزيل الأذى عن نفسها بيدها أما استخدام اليد في العبث بالفرج للحصول على لذة حرام عند جمهور الفقهاء ، وكذلك عند الحنابلة : من استمنى فقد ارتكب حراما.

وإذا استثارت المرأة نفسها حتى الإنزال وجب عليها الغسل ، وتعتبر جُنُبا بذلك . لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الماء من الماء ) صحيح مسلم . أي أن الغُسل يجب من إنزال المنيّ بشهوة ، وفي هذه الحالة ـ محل السؤال ـ قد خرج المني بشهوة فيجب الغسل لرفع الجنابة.

حكم العادة السرية (الاستنماء):

أما عن حكمها فيقول الشيخ عطية صقر-رحمه الله تعالى- : تحدث العلماء عن هذه العملية المرذولة في كتب التفسير والفقه ،وبين حكمها الزبيدى في شرحه للإحياء وتكلم عنها ابن القيم في “بدائع الفوائد” .‏
وخلاصة أقوال الفقهاء فيها وهو ما نختاره، ما يأتى :‏

حرمها الشافعية والمالكية (‏شرح الإحياء)‏ وحرمها الأحناف إذا كانت لاستجلاب الشهوة (‏التشريع الجنائى جـ ‏2 ص ‏36 وما بعدها)‏ .‏
وقال الحنابلة :‏ إنه جائز عند الحاجة .‏ قال ابن قدامة من الحنابلة في (‏المغنى ص ‏64 من المعجم )‏ :‏ من استمنى بيده فقد ارتكب محرما .‏
هذا ، وقد ذكرت في الجزء الأول من كتابى-‏”الأسرة تحت رعاية الإسلام ” كل ما قيل في هذه المسألة ، وأكتفي الآن بإيراد فتوى الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق نشرت في مجلة الأزهر (‏المجلد ‏3 عدد المحرم ‏1391 هـ ص ‏91 )‏ انتهى فيها إلى قوله :‏
ومن هذا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناء باليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول ، وذلك يوجب التحريم .‏

ما الذي يساعد على التخلص من الاستنماء:

1- على رأسها المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد مع عدم المغالاة في المهور والتعنت مع الزوج وإرهاقه بالكثير من الرفاهيات التي لا ترهق الرجل ، وطلب الكماليات التي لا طائل من ورائها .فهذا هو أبلغ علاج لهذه العادة السرية ، لأن كثيرا من البنات يتعنتن في أشياء ما أنزل الله بها من سلطان مما يجعل الفتاة تعتاد هذه العادة السرية ، وفي المستقبل تحصل على لقب عانس ، والنجاة من هذا وذاك هو التيسير والتسهيل على الشاب إذا كان ذا دين وصلاح ، فإذا لم يأذن الله في هذا الأمر فعلى المسلمة الالتزام بالأمور الآتية:

2-الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة .
3- والرسول في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”
4-ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة ، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات
5-ومنها توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة ، كالرسم للزهور والمناظر الطبيعية غير المثيرة
.6-ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين
7- والانشغال بالعبادة عامة
8-وعدم الاستسلام للأفكار
9- والاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس
10-وعدم الرفاهية بالملابس الناعمة والروائح الخاصة التى تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها
11-وكذلك عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي
12- والبعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن ولا تراعى الحدود .‏
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجئ إلى هذه العادة التى تضر الجسم والعقل وتغرى بالسوء .

ونحذر الفتيات من العبث بهذه المنطقة الحساسة :
إن خطورة العادة السرية تكمن في أنها نوع من التدريب على الإثارة الجنسية ونوع من الممارسة الجنسية غير الطبيعية، وآثارها النفسية كثيرة خاصة مع التعود على هذه الطريقة في الحصول على اللذة، الأمر الذي تصفينه بالإحساس بالانتعاش، وتزيد خطورة العادة في الإناث عنها في الذكور، فهي يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بعذرية الفتاة المتمثلة في غشاء البكارة.
ولتسكين الشهوة هناك طرق كثيرة أفضل بالتأكيد من تلبيتها بشكل غير طبيعي كما يحدث في العادة السرية، ومن طرق تسكين الشهوة صرف الذهن عن الاستغراق في التفكير في الممارسة الجنسية، وعندما يحدث مثل هذا التفكير ـ بصورة عفوية ـ ينبغي أن يتم توجيهه إلى ضرورة إشباعه بالحلال مع شريك الحياة إن أمكن، وليس عبر ممارسة ذاتية دون شريك، أو عن طريق استثمار الطاقة الذهنية والروحية والجسمانية وهذا الاستثمار له أساليبه من قراءة وعبادة وأنشطة رياضية واجتماعية وتثقيفية وترويحية، باختصار لا بد أن تستقر لدى الفتاة قناعة راسخة بأن الحياة ليست جنسًا فقط، والجنس ليس هو العادة السرية، وأن الممارسة الشرعية الطبيعية سيأتي وقتها بإذن الله فلا تستعجل، ولا تفسديها اليوم بممارسة تضرك في المستقبل.

وهذه وسائل تجديد الإيمان :
لتقوية الإيمان وتجديده وسائل كثيرة أهمها:
-إخلاص النية في تقوية الإيمان.
-الاستعانة بالله في ذلك.
تدبر القرآن.
-استشعار عظمة الله .
-طلب العلم النافع.
-حلق الذكر.
-كثرة الأعمال الصالحة .
-تنويع العبادات .
-ذكر الموت .
-تذكر منازل الآخرة .
-التفاعل مع الآيات الكونية .
-مناجاته الله سبحانه والانكسار بين يديه.
-قصر الأمل .
-التفكر في حقارة الدنيا .
-تعظيم حرمات الله.
-الولاء لله ورسوله وللمؤمنين،والبراء من الكفرة والمشركين .
-السعي لمحبة الله رب العالمين .

فيما يلي ذكر عدد من الوسائل الشرعية التي يمكن للمرء المسلم أن يعالج بها ضعف إيمانه ويزيل قسوة قلبه بعد الاعتماد على الله عز وجل وتوطين النفس على المجاهدة : –

– تدبر القرآن العظيم الذي أنزله الله عز وجل تبياناً لكل شيء ونوراً يهدي به سبحانه من شاء من عباده ، ولا شك أن فيه علاجاً عظيماً ودواء فعالاً، قال الله عز وجل : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) أما طريقة العلاج فهي التفكر والتدبر .

– استشعار عظمة الله عز وجل ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، والتدبر فيها ، وعقل معانيها ، واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب ،فهو ملكها وسيدها ،وهي بمثابة جنوده وأتباعه ،فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .

– طلب العلم الشرعي : وهو العلم الذي يؤدي تحصيله إلى خشية الله وزيادة الإيمان به عز وجل كما قال الله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) .

– لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الإيمان لعدة أسباب منها ما يحصل فيها من ذكر الله ، وغشيان الرحمة ، ونزول السكينة ، وحف الملائكة للذاكرين ، وذكر الله لهم في الملأ الأعلى ، ومباهاته بهم الملائكة ، ومغفرته لذنوبهم .

– الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها، وهذا من أعظم أسباب العلاج وهو أمر عظيم وأثره في تقوية الإيمان ظاهر.

وينبغي أن يراعي المسلم في مسألة الأعمال الصالحة أموراً منها :
المسارعة إليها ،والاستمرار عليها ،والاجتهاد فيها، والاطلاع على حال السلف في تحقيق صفات العابدين شيء يبعث على الإعجاب ويقود إلى الاقتداء، واستدراك ما فات منها، ورجاء القبول مع الخوف من عدم القبول

– تنويع العبادات : من رحمة الله وحكمته أن نوع علينا العبادات ، فمنها ما يكون بالبدن كالصلاة ، ومنها ما يكون بالمال كالزكاة، ومنها ما يكون بهما معاً كالحج ، ومنها ما هو باللسان كالذكر والدعاء ، وحتى النوع الواحد ينقسم إلى فرائض وسنن مستحبة ، والفرائض تتنوع ، وكذلك السنن.
الخوف من سوء الخاتمة ، لأنه يدفع المسلم إلى الطاعة ويجدد الإيمان في القلب .

– الإكثار من ذكر الموت : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات يعني الموت ) رواه الترمذي ، وهو في صحيح الجامع.

-تذكر منازل الآخرة ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : ” فإذا صحت فكرته أوجبت له البصيرة فهي نور في القلب ، يبصر به الوعد والوعيد ، والجنة والنار ، وما أعد الله في هذه لأوليائه وفي هذه لأعدائه ، فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق ، وقد نزلت ملائكة السماوات فأحاطت بهم ، وقد جاء الله وقد نصب كرسيه لفصل القضاء ، وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء ، وقد نصب الميزان وتطايرت الصحف ، واجتمعت الخصوم ، وتعلق كل غريم بغريمه ولاح الحوض وأكوابه عن كثب ، وكثرة العطاش ، وقل الوارد ، ونصب الجسر للعبور ، وقسمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه والنار يحطم بعضها بعضاً تحته ، والمتساقطون فيها أضعاف أضعاف الناجين ، فينفتح في قلبه عين يرى بها ذلك ويقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة يريه الآخرة ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها.

– التفاعل مع الآيات الكونية روى البخاري ومسلم وغيرهما : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه ) فقالت عائشة : يا رسول الله ، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ، فقال : ( يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب ، فقالوا : ( هذا عارض ممطرنا ) رواه مسلم.

– ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها ، ودواؤها عند اعتلالها ، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ) ووعد بالفلاح من أكثر منه فقال : ( واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) وذكر الله أكبر من كل شيء قال الله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) وهو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن كثرت عليه شرائع الإسلام فقال له : ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) رواه الترمذي .

– مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل ، وكلما كان العبد أكثر ذلة وخضوعاً كان إلى الله أقرب، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ) رواه مسلم.

– قصر الأمل : وهذا مهم جداً في تجديد الإيمان ، يقول ابن القيم رحمه الله : ” ومن أعظم ما فيها هذه الآية ( أفرأيت إن متعناهم سنين ، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) الشعراء /205 ( كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) فهذه كل الدنيا فلا يطول الإنسان الأمل ، يقول : سأعيش وسأعيش .
تعظيم حرمات الله ، يقول الله تعالى : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج /32 . وحرمات الله هي حقوق الله سبحانه وتعالى ، وقد تكون في الأشخاص وقد تكون في الأمكنة وقد تكون في الأزمنة.

– الولاء والبراء أي موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ، وذلك أن القلب إذا تعلق بأعداء الله يضعف جداً وتذوى معاني العقيدة فيه ، فإذا جرد الولاء لله فوالى عباد الله المؤمنين وناصرهم ، وعادى أعداء الله ومقتهم ، فإنه يحيى بالإيمان .

– وللتواضع دور فعال في تجديد الإيمان وجلاء القلب من صدأ الكبر ، لأن التواضع في الكلام والمظهر دال على تواضع القلب الله .

– محبة الله والخوف منه ورجائه وحسن الظن به والتوكل عليه ، والرضا به وبقضائه ، والشكر له والصدق معه واليقين به ، والثقة به سبحانه ، والتوبة إليه وما سوى ذلك من الأعمال القلبية .

وهناك مقامات ينبغي على العبد الوصول إليها لاستكمال العلاج كالاستقامة والإنابة والتذكر والاعتصام بالكتاب والسنة والخشوع والزهد والورع والمراقبة ، وقد أفاض في هذه المقامات ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين .
– ومحاسبة النفس مهمة في تجديد الإيمان يقول جل وعلا : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) الحشر /18 وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ” ويقول الحسن لا تلقى المؤمن إلا وهو يحاسب نفسه،
– دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) .