يجب على المسلم ألا يحمله عدم حبه لزوجته على أن يظلمها ، فإياك والظلم فإن الظلم ظلمات عند الله يوم القيامة، وإذا كان قضاء الله قد وقع ورزقك الله منها بذرية فاستوص بها خيراً، وأحسن عشرتها،

-فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها.

-وقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19].

-وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يفرك مؤمناً مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر”.

ولا شك أن الحياة الزوجية في أكمل صورها قائمة على الحب بين الزوجين، لكن ذلك لا يعني أنه يستحيل الاستمرار فيها بدونه، فثمة عوامل أخرى تمد هذه الحياة بمادة بقائها واستمرارها.
-من هذه العوامل الإحسان إلى المرأة بإبقائها.

-أو إحسان المرأة إلى زوجها بالصبر عليه.

-أو الإحسان إلى الأبناء إن وجدوا ببقاء رابطة الزواج قائمة.

ومما يذكر هنا أن رجلاً جاء إلى عمر يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟
والتذمم هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه.
وقال عمر لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
فالمقصود أن رابطة الزواج لا تبت لعاطفة متقلبة أو لنزوة جامحة أو لهوى يذهب مع الريح، أو لاعتبارات تافهة لا قيمة لها.