يقول الله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”. (التوبة: 36).
تتحدث هذه الآية الكريمة بإعجاز بين عن عدة الشهور في سنة من سنين الأرض؛ لأن الخطاب القرآني موجه لنا -نحن أهل الأرض- ولأن كل جرم من أجرام السماء له أزمنته الخاصة به من السنين، والشهور، والأسابيع، والأيام.
وإذا كان الجرم جسما معتما كان له أيضا ليله ونهاره، ويتضح هذا التباين في أزمنة كل جرم من أجرام السماء بالتباين بين أزمنة أجرام مجموعتنا الشمسية الذي بيانه كما يلي:
* سنة الشمس:225 مليون سنة من سني الأرض.
* سنة عطارد=0.24 من السنة الأرضية(=88 يوما من أيام الأرض).
* سنة الزهرة=0.70 من السنة الأرضية(=255 يوما من أيام الأرض).
* سنة الأرض=1 سنة أرضية(=365.25 يوم من أيام الأرض).
*سنة المريخ=1.88 سنة أرضية(=686.67 يوم من أيام الأرض).
* سنة المشتري=11.86 سنة أرضية(=4332 يوما من أيام الأرض).
* سنة زحل=29.46 سنة أرضية(=10760.27 يوما من أيام الأرض).
* سنة يورانوس=84.02 سنة أرضية(=30688.31 يوم من أيام الأرض).
* سنة نبتيون=164.80 سنة أرضية(=60193.20 يوم من أيام الأرض).
* سنة بلوتو=247.70 سنة أرضية(=90472.40 يوما من أيام الأرض).
وهذا التباين في أزمنة كل جرم من أجرام مجموعتنا الشمسية, بل كل جرم من أجرام السماء يؤكد علي نسبية كل شيء في وجودنا، حتى يبقى العلم الحقيقي المطلق الكامل المحيط لخالق هذا الكون وحده الذي هو فوق الخلق كله، فوق المادة والطاقة وأضادهما، وفوق المكان والزمان بمختلف أشكالهما وأبعادهما:… “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير” (الشورى: 11).
وعلى الرغم من إيماننا بمحدودية علمنا فإننا ندرك أن من صور تسخير ما في السماوات، وما في الأرض لهذا الإنسان الضعيف، المحدود القدرات، والحواس أن يمكنه ربه تبارك وتعالي من الوصول إلى شيء من الحق في صفحة السماء على تعاظم أبعادها مما يشهد للخالق سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية والوحدانية بغير شريك ولا شبيه ولا منازع.