ينبغي أن يعلم أن جسم المرأة الحائض غير نجس نجاسة حسية بحيث يلوث كل ما يصيبه، كلا… إنما النجاسة هنا حكمية … حكم الشرع بوجود النجاسة التي تزيلها الطهارة الكبرى وهي الغسل … أما بدن الحائض .. يداها وفمها، وريقها … فليس نجسًا ولا ملوثًا.

وقد ظن بعض النساء من قديم هذا الظن، حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ناوليني هذه الخمرة .. فقالت له: إني حائض يا رسول الله: فقال لها: ” إن حيضتك ليست في يدك ” (رواه البخاري) فمعنى هذا أن اليد ليست نجسة .. فإذا أصابت ماء فلم تنجسه … فالماء الذي لمسته الحائض طاهر ولا شيء فيه …

وكذلك الجنابة أيضًا .. فليس معنى الجنابة أن الجسم نجس، وقد ظن أبو هريرة رضي الله عنه أن الجنابة تنجس، فإنه لقي الرسول صلى الله عليه وسلم يومًا في الطريق فخنس منه … وابتعد عنه، فلما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال له: كنت جنبًا.

فقال له النبي صلوات الله عليه ” سبحان الله . وإن المؤمن لا ينجس “. (رواه الشيخان وأصحاب السنن عن أبي هريرة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن حذيفة) فالنجاسة التي عنده إنما هي حكمية … أما الجسم فليس بنجس.