الرغبة في الولد حق مكفول للرجل والمرأة على السواء، فإذا كانت الزوجة عقيما فللزوج أن يتزوج بأخرى حتى يتحقق له ما يريد، وإذا كان الزوج عقيما فللزوجة أن تطلب الطلاق، وإن امتنع الزوج عن طلاقها فلها أن ترفع أمرها للقاضي ليطلقها، وعلى المرأة ألا تتعجل في ذلك بل تصبر حتى يأخذ الزوج بأسباب العلاج.

هل يجوز طلب الطلاق إذا كان الزوج عقيما

يقول فضيلة الدكتور حسام عفانة – أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها أن يطلقها إن ثبت أنه عقيم لا ينجب، وتم التأكد من ذلك، وإذا رفض الزوج أن يطلقها فللمرأة أن ترفع الأمر إلى القاضي الذي يحكم بالتفريق بينهما، وهذا أرجح أقوال الفقهاء في المسألة؛ لأن العقم من العيوب التي لا تتم معه مقاصد الزواج على وجه الكمال؛ لأن المرأة لها الحق في الأولاد، ولها رغبة أكيدة أن تكون أماً.

فلذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل تزوج وهو خصي: أأعلمتها أنك عقيم ، قال : لا ، قال : فانطلق فأعلمها ثم خيرها، رواه عبد الرزاق في المصنف ورجاله ثقات .
فعمر رضي الله عنه جعل الخيار للمرأة، فإن قبلت بعقم زوجها فبها ونعمت وإن لم تقبل، فلها الحق في طلب الطلاق منه .

هل يجوز ترك الزوج الذي لا ينجب

مع كل ما تقدم للمرأة أن لا تتعجل في طلب الطلاق من زوجها الذي لا ينجب، وعلى الزوج أن يسعى في العلاج، وخاصة في هذا الزمان الذي تقدم فيه علم الطب كثيراً وخاصة فيما يتعلق بعلاج العقم، وحبذا لو رضيت هذه الزوجة بما قسم الله لها ورضيت بزوجها العقيم لأن لله حكمه في ذلك يقول الله تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) سورة الشورى 49-50 ، وإن لـم تتقبل نفسها ذلك فـلها الحق في طلب الطلاق كما أسلفت .