جعل الله تعالى لكل إنسان رزقا معلوما ،يؤخذ بالسعي والجد ،سواء منه أو من وليه ،وارتبط الرزق بالأجل ،فإذا مات الإنسان فقد انتهى رزقه.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي- رحمه الله تعالى – أستاذ الشريعة بالجامعات السورية :
أقْسَم الله تعالى على ضمان رزق الخلائق بشرط السعي والعمل إن كانوا هم وأولياؤهم قادرين على العمل، وذلك في قوله سبحانه: {وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ، فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 51/22-23] ويؤكده ما رواه البزار عن حذيفة أن رسول الله ﷺ قال: “هذا رسول رب العالمين جبريل نفث في رُوعي أنه لاتموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عليها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولايحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لايُنال ما عنده إلا بطاعته”.
والرزق مقترن بأجل الإنسان – كما يتبين من هذا الحديث – فموت بعض الناس بسبب نهاية أجله، وهي نهاية رزق، فلا تناقض بين وقائع الموت وضمان الرزق.
كما أن تقصير ولي الطفل في كسب الرزق يعد مجرد سبب ظاهري في الموت، أما الموت فهو مقدر، والعمر والرزق مقدران، لايزيدان ولا ينقصان، فلا يعترض بوقائع الموت في حال الطفولة أو الشباب أو ما بعدهما، لأن العمر انتهى، والرزق يتبعه.
ومن المقرر شرعاً أن القتيل يموت بأجله المقدر له، وكذلك الجائع وكل من مات شهيداً أو غريقاً أو مدهوساً ونحو ذلك يموت كل واحد بأجله، ويكون رزق المكفول قد استوفى مدة الضمان.