الزوجة إنسان مكرم، ويكفيها فخرا أنها هي الأم، كثير من الناس يسيء فهم القرآن الكريم؛ حيث أعطى للزوج حق التأديب لزوجته عند النشوز، وليس عند ارتكاب خطأ؛ لأن الخطأ يكون من الزوجة كما يكون من الزوج، وحتى عند النشوز وجّه الله الزوج إلى سلوك حضاري من شأنه أن يجعل الزوجة تراجع نفسها، وتعود إلى رشدها.

فوجَّهه إلى الموعظة الحسنه أولا، وإذا لم تنفع فإلى الهجر في المضجع، وفي الأخير أباح له أن يضربها ضربا خفيفا على سبيل التنبيه، لا على سبيل الإضرار، كما لو كان أبا يؤدب ولده، هل يضربه بحيث يلحق به ضررا يكسر عظما أو يشوه صورته؟ لا . فالرسول (صلى الله عليه وسلم) تهكّم من زوج يضرب زوجته ثم يداعبها ويضاجعها! هذا تناقض.

ووسائل التدريب والتربية متعددة، ولكن ليس أسلم من الكلمة الطيبة؛ فاجتنب أيها الزوج الضرب؛ ففيه إهانة لأم ولدك، واستعطفها بهدية مرة، وبكلمة مرة، وبملاطفة مرة؛ فلا شك أنك تحرك فيها عواطف الزوجة الصالحة والأم الحنون؛ فتصلح حالك بالتي هي أحسن؛ فقد قال الله تعالى: “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”، وقد أُثر عن أحد السلف الصالح قوله: “أَحسنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم”، أحسن إلى زوجك تستعبد قلبها.