يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر :

الصيام عبادة قديمة عرفتْها معظم شعوب الأرض ونقلتها رسالات الوحي الإلهي إلى البشر قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة:183)، والتشبيه إما واقع على الفرضية أو الوقت أو الكيفية أو المقدار..وأجمع المسلمون على أن صيام شهر رمضان لم يُفرَض على المسلمين إلا في العام الثاني للهجرة.

وقبل ذلك كان المسلمون يصومون أيامًا متفرقة مثل ثلاثة أيام في كل شهر ويوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم، وقد ذهب بعض العلماء إلا أن صيامه كان واجبًا في أول الأمر فلما فُرِض صيام شهر رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة ومستحبًّا.

وقد جاء في صحيح مسلم أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامَه وأمر بصيامه فلما فُرِض شهر رمضان قال: “مَن شاءَ صامَه ومَن شاء تركَه” .

وقد اهتمَّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصيام عاشوراء؛ فعن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال: “كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمرنا بصيام عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده”، بل بلغ من حرص الرسول الكريم على هذا اليوم أن أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من يقول لهم: “من كان أصبح صائمًا فليتمَّ صومَه ومَن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه”.