إن الله تعالى قد رخص للمريض الفطر في رمضان، وهو تعالى يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه، ويريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر.
فعلى المريض أن يفطر طالما أن الأطباء نصحوه بالفطر منعا للضرر.
يقول الدكتور محمد سيد أحمد المُسيَّر ، الأستاذ بجامعة الأزهر-رحمه الله تعالى-:
دين الله يسر، وشرع الله منوط بمصلحة الإنسان والتكاليف الإلهية مرتَبِطة بوُسْع الإنسان.. قال تعالى: (لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها..) “البقرة: 286” وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح: “ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتم”.
وليس من حكمة الصوم التعسير على الناس والعنَت بهم، ولو قرأنا آيات الصيام من سورة البقرة لوجدنا هذا المعنى واضحًا جليًّا تمامًا، قال تعالى: (يريدُ الله بكم اليسرَ ولا يريد بكم العسر) “البقرة:185”.
ولو أن المريض نصحه طبيب مسلم ثقة بالفطر؛ لأنه يعاني أثناء صيامه ويصل إلى درجة الغيبوبة فإننا ننصح المريض بالتخلِّي عن الصيام، وبضرورة الفطر حتى لا يقع تحت طائلة هذه الآية: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) “البقرة:195”.
وأمامه أحد أمرين:
إن كان يُرجَى شفاؤه قبل حلول رمضان التالي، فليصُم عند الشفاء قضاء عما فاته من أيام.
وإن كان المرض ملازمًا له فعليه أن يخرج فدية طعام مِسكين وهي نصف قدح من غالب قوت البلد عن كل يوم، أو قيمة ذلك نقدًا، وليعلم المريض أن نية المؤمن أبلغ من عمله، فله ثواب نيته.