بداية نفرق بين شراء المجلات التي تنشر صور النساء عاريات وبين منتج من المنتوجات مثل الصابون ونحوه والتي يوضع على غلافها صور النساء..
أما شراء المجلات التي تنشر صور النساء العاريات فلا يجوز شراؤها لأن شراء هذه المجلات فيه إعانة للقائمين على نشر هذه المجلات على باطلهم فأقل درجات المنكر هو الامتناع عن شراء هذه الصحف والمجلات.
أما المنتوجات التي توضع عليها صور نساء فلا يحرم شراؤها ولكن فقه الأولويات يحتم على المسلم أن يكون إيجابيا تجاه ما يراه من المنكرات ولذلك فلا أقل من إرسال رسالة إلى أصحاب المصنع أن يتقوا الله وألا يضعوا هذه الصور التي تؤذي مشاعر المسلمين فإن قبلوا النصح فهو خير وإن أبوا فلا أقل من الامتناع عن شراء هذا المنتج ليكون رسالة تحذير لكل من يطلب ما عند الله من الرزق بمعصيته سبحانه، وقد رأينا هذا النموذج الإيجابي على أرض الواقع فشركة من الشركات كانت تضع لفظ الجلالة على منتوجاتها دون أن تقصد إهانة فقام مجموعة من الشباب بإرسال رسالة إلى صاحب المصنع أن يبحث عن اسم تجاري لمنتجه حتى لا يتعرض لفظ الجلالة للامتهان فما كانت النتيجة إلا أن قام صاحب المصنع بالاعتذار وحذف لفظ الجلالة من على منتوجاته.
ويقول سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
لا يجوز إصدار المجلات التي تشتمل على نشر الصور النسائية أو الدعاية إلى الزنا والفواحش أو اللواط أو شرب المسكرات أو نحو ذلك مما يدعو إلى الباطل ويعين عليه ولا يجوز العمل في تحرير مثل هذه المجلات لا بالكتابة ولا بالترويج ، لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ونشر الفساد في الأرض والدعوة إلى فساد المجتمع ونشر الرذيلة وقد قال الله عز وجل : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) وقال ﷺ : ” مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا . ” أخرجه مسلم في صحيحه 4831
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا .” أخرجه مسلم في صحيحه 3971
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم .