من المؤكد وصول ثواب الدعاء والصدقة والاستغفار وتنفيذ وصية الميت من الأبوين أو غيرهما.
أمَّا الصلاة ففيها خلاف في وصول ثواب الصلاة إلى الميت، حيث ذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا يصل، ورجح ذلك النووي، ولكن ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن ثواب الصلاة يصل، قياساً على الصوم والصدقة والحج، وهو ما رجحه ابن القيم ، حيث يقول: (والعبادات قسمان: مالية وبدنية، وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة على وصول سائر العبادات المالية، ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول سائر العبادات البدنية، وأخبر بوصول ثواب الحج المركب من المالية والبدنية، فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار).
ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية عدم فعل هذا تأسيا بفعل السلف، قال بعدما ذكر أدلة المجيزين: ومع هذا لم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعاً وصاموا وحجوا أو قرأوا القرآن، يهدون ثواب ذلك لموتاهم المسلمين، ولا بخصوصهم، بل كان عادتهم كما تقدم- أي فعل العبادة لأنفسهم مع الدعاء والصدقة للميت- فلا ينبغي للناس أن يبدلوا طريق السلف، فإنه أفضل وأكمل. أهـ
ولعلَّ الراجح وصول مثل هذا الثواب إلى روح المتوفى، ولكننا نوصي بما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عَنْ أَبِى أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِىِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -ﷺ- إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِى سَلِمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِىَ مِنْ بِرِّ أَبَوَىَّ شَىْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟
قَالَ: « نَعَمِ. الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِى لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».