صحة صلاة الظهر للمرأة يوم الجمعة مجرد سماعها للأذان:
وذلك لأن شرط صحة الصلاة هو دخول الوقت، والأذان لا يكون إلا عند دخول الوقت لا قبله، فإذا بدأ الأذان يكون الوقت قد دخل فتصح الصلاة ، والواجب عليها الظهر لا الجمعة، والذي يجب عليه الانتظار حتى انتهاء الجمعة هو من وجبت عليه الجمعة.
قال الإمام ابن قدامة في ” المغني “:
فأما من لا تجب عليه الجمعة ، كالمسافر ، والعبد ، والمرأة ، والمريض ، وسائر المعذورين ، فله أن يصلي الظهر قبل صلاة الإمام في قول أكثر أهل العلم . وقيل: لا تصح صلاته قبل الإمام ; لأنه لا يتيقن بقاء العذر، فلم تصح صلاته كغير المعذور.
ولنا أنه لم يخاطب بالجمعة ، فصحت منه الظهر ، كما لو كان بعيدا من موضع الجمعة .
وأما المرأة فمعلوم بقاء عذرها ، وأما غيرها فالظاهر بقاء عذره ، والأصل استمراره ، فأشبه المتيمم إذا صلى في أول الوقت ، والمريض إذا صلى جالسا ..(انتهى مختصرا).
شروط وجوب صلاة الجمعة:
شروط وجوب صلاة الجمعة خمسة أمور، وهي:
الإقامة بمصر… والذكورة ، فلا تجب صلاة الجمعة على النساء… والصحة والحرية والسلامة، والمقصود بها سلامة المصلي من العاهات المقعدة ، أو المتعبة له في الخروج إلى صلاة الجمعة…
فمن توفرت فيه هذه الشروط حرم عليه صلاة الظهر قبل فوات الجمعة ، لما في ذلك من مخالفة الأمر بإسقاط صلاة الظهر وأداء الجمعة في مكانها . أما بعد فواتها عليه فلا مناص حينئذ من أداء الظهر ، بل يجب عليه ذلك، غير أنه يعتبر آثما بسبب تفويت الجمعة بدون عذر .
فإن سعى إليها بعد أدائه الظهر والإمام في الصلاة بطلت صلاته التي كان قد أداها بمجرد انفصاله عن داره واتجاهه إليها سواء أدركها أم لا . وذلك لأن السعي إلى صلاة الجمعة معدود من مقدماتها وخصائصها المأمور بها بنص كتاب الله تعالى ، والاشتغال بفرائض الجمعة الخاصة بها يبطل الظهر وهذا عند أبي حنيفة ، أما عند الصاحبين فلا يبطل ظهره بمجرد السعي ، بل لا بد لذلك من إدراكه الجمعة وشروعه فيها .
وقال المالكية والحنابلة ـ وكذا الشافعية ـ: من وجبت عليه الجمعة إذا صلى الظهر قبل أن يصلي الإمام الجمعة لم يصح ويلزمه السعي إلى الجمعة إن ظن أنه يدركها . ( انتهى مختصرا).
هل يجب على المرأة انتظار الخطيب يوم الجمعة ينتهي لتصلي الظهر:
ولكن يستحب الانتظار حتى يفرغ المؤذن الأوضح صوتا للمرأة، كي تردد الأذان معه وتقول الدعاء فتفوز بشفاعة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، كما صح في الحديث .