من شروط صحة الصلاة المتفق عليها دخول الوقت، فلا تصح الصلاة قبل دخول وقتها، إلا في حالة جمع التقديم، والجمع لا يكون إلا بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، تقديما في وقت الأولى منهما أوتأخيرا في وقت الثانية.
والجمع يكون في الحج باتفاق، وفي السفر والمرض ونحوهما من الأعذار عند الجمهور، وأجاز البعض الجمع عند تعذر أداء كل صلاة في وقتها من غير سفر ولا مرض؛ على أن يكون ذلك لظروف طارئة دون اعتياد.
فإذا تعذر في بعض الأوقات أداء إحدى الصلوات في وقتها مع الحرص عليها فيمكن جمع الظهر مع العصر، أو المغرب مع العشاء، على أن يكون ذلك في الحالات الطارئة ،وألا يتخذ الإنسان ذلك ديدنا،وألا يكون هناك متسع من الوقت قبل خروج وقت الصلاة.
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي :
المبادرة بالصلاة في أول وقتها لها فضل عظيم، وهو دليل على محبة الله وعلى المسارعة إلى رضوان الله، قال عليه الصلاة والسلام: “أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله، وإن العبد ليصلي الصلاة ولم يخرجها من وقتها وما فاته من أول الوقت خير له من الدنيا وما فيها”، وأجمع الفقهاء على أنه لا يجوز تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لمن كان مستيقظًا ذاكرًا لها قادرًا على فعلها، غير ذي عذر، ولا مريد الجمع، وأجمعوا أن للصلوات الخمس أوقاتًا مخصوصة محدودة لا تجزئ قبلها، كما قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا) أي مفروضًا في الأوقات فيشترط العلم بدخول الوقت، ويكفي غلبة الظن.
فمن يتقن أو غلب على ظنه دخول الوقت أبيحت له الصلاة سواء كان ذلك بإخبار الثقة أو أذان المؤذن المؤتمن أو الاجتهاد الشخصي أو أي سبب من الأسباب التي يحصل بها العلم بدخول وقت الصلاة، فإن صلى قبل الوقت على ظن أنه دخل، ثم تبين أنه صلى قبل دخول وقت الصلاة وجب عليه إعادتها بعد دخول الوقت.
وعليه فلا يجوز أن يصلي قبل الأذان للصلاة، بل عليه أن ينتظر حتى يدخل وقتها فإن صلى قبل دخول الوقت، فلا تصح صلاته.