صلاة التراويح سنة، وعدد ركعاتها مختلف عليه بين الفقهاء ، والراجح أنها ثمان ركعات غير الوتر.

وصلاة التراويح أو صلاة القيام سنة لثبوت ذلك من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه”؛ أي إذا كان دافعه إلى ذلك إيمانًا بالله -عز وجل- ورغبة الصادقة في احتساب الأجر والثواب عنده.

وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاها في رمضان بعض الليالي، فلما كثر اجتماع الناس ليصلوها خلفه، لم يخرج إليهم، ولما سئل عن ذلك. قال: “خشيت أن تُفرَض عليكم فلا تطيقوها”. إذن فالنبي –صلى الله عليه وسلم– بيّن أصل مشروعيتها، وذكر سبب عدم خروجه إلى الناس ليصليها بهم، وهو خوفه من أن تفرض عليهم. فلما انتقل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى ارتفع المانع؛ فكان الناس يصلونها فرادى إلى أن كانت خلافة سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فجمع الناس على إمام واحد.

وقد اختلف الفقهاء في عدد ركعاتها؛ فقد ذهب الأحناف، والشافعية، وأحمد، وداود الظاهري إلى أنها عشرون ركعة، وذهب المالكية إلى أنها ست وثلاثون، وذهب غيرهم إلى أنها ثمان فقط. ولكلٍ دليله. ولكن أقواها دليلا وأقربها إلى الصواب من ذهب إلى أنها ثمان غير الوتر، كما ثبت في حديث السيدة عائشة –رضي الله عنها- قالت: “ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا في غير رمضان على إحدى عشرة ركعة” أخرجه البخاري في الصحيح في كتاب: التهجد – باب: قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل في رمضان وغيره.

ولكن ينبغي ألا ننكر على من يصليها عشرين، أو ستًا وثلاثين؛ لأن لهم أدلتهم المعتبرة، ونلفت النظر هنا إلى استحباب قراءة القرآن الكريم كله خلال صلاة التراويح طوال شهر رمضان؛ فإن قراءته والاستماع إليه في تدبر وخشوع في شهر رمضان من الأهمية بمكان لا يخفى؛ للتزود بتعاليمه وتوجيهاته طوال العام؛ لأن الله -عز وجل- إنما خصّ شهر رمضان بهذه الحفاوة البالغة من صيام وقيام؛ لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.