صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة حضراً وسفراً، عند الحاجة، وهي طلب السقيا من الله عز وجل للبلاد والعباد بالصلاة والدعاء ، والاستغفار عند حصول الجدب ، وصفتها : أن يخرج الإمام والناس إلى المصلى فيصلي بهم ركعتين يكبر إن شاء في الأولى سبعاً ، وفي الثانية خمساً كصلاة العيد ، كما تصلى دون أذان ولا إقامة كصلاة العيدين وهذا قول أكثر أهل العلم ، وصلاة الاستسقاء ليس لها وقت معين ، لكن لا حاجة إلى فعلها في وقت النهي. ويسن فعلها أول النهار كوقت صلاة العيد.

مشروعية صلاة الأستسقاء :

يقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله (جامعة القدس فلسطين) :

صلاة الاستسقاء مشروعة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قلة الأمطار وانحباسها فلا بد للناس أن يبادروا إلى التوبة الاستغفار مصداقاً لقوله تعالى :( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً ) .

وقد وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث في الاستسقاء منها :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً يستسقي فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثم خطبنا ودعا الله عز وجل وحول وجهه نحو القبلة رافعاً يديه ثم قلب ردائه فجعل الأيمن الأيسر والأيسر الأيمن ) رواه أحمد ورواته ثقات .

وصلاة الاستسقاء ركعتان تصلى جماعة في المصلى خارج البلد وهو الأفضل وبدون أذان ولا إقامة كصلاة العيدين وهذا قول أكثر أهل العلم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وقد سئل عن الصلاة في الاستسقاء فقال :( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً متبذلاً متخشعاً متتضرعاً فصلى ركعتين كما يصلي في العيد ) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان وصححه .

كيفية صلاة الاستسقاء

يصلي الإمام بالناس ركعتين مع تكبيرات زوائد سبع في الأولى وخمس في الثانية ويقرأ فيهما جهراً ثم يخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كما في صلاة العيدين ويستحب أن يكثر الخطيب من الاستغفار ويلح في الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل .

ويستحب رفع اليدين عند الدعاء للإمام والمأمومين وكما يستحب قلب الرداء وتحويله تفاؤلاً بتحويل الحال من القحط إلى الرخاء ويحوّل الرجال فقط أرديتهم وهم جلوس فمثلا من كان يلبس عباءة يقـلبها على ظهره بأن يجعل أعلاها أسفلها ونحو ذلك.

وقت صلاة الأستسقاء :

ووقت صلاة الاستسقاء المستحب هو وقت صلاة العيد لـقول عائشة رضي الله عنها :( فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس) رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وإسناده جيد ، وتجوز في أي وقت آخر ما عدا أوقات الكراهة .