يقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس بقوله :ـ
إن خاتم النبوة حق وصدق وكان بين كتفي النبي ﷺ وهو من علامات النبوة التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها وقد ورد ذكر خاتم النبوة في أحاديث كثيرة منها :
-عن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله إن ابن أختي وجع ، فنمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه ) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم :( فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة ).
-وعن جابر بن سمرة قال :( كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته … ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده ) رواه مسلم .
-وعن عاصم بن عبد الله بن سرجس قال :( رأيت النبي ﷺ وأكلت معه خبزاً ولحماً أو قال ثريداً قال : فقلت له : أستغفر لك النبي ﷺ ؟ قال : نعم ولك ثم تلا هذه الآية :( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) قال : ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل ) رواه مسلم .
-وعن أبي نضرة العوقي قال : سـألـت أبي سعيد الخدري عن خاتم رسول الله ﷺ ؟ يعني خاتم النبوة فقال : كان في ظهره بضعة ناشزة ) رواه الترمذي في مختصر الشمائل وقال الشيخ الألباني : وسنده جيد . ثم قال الألباني :[ أي كان الخاتم في ظهره الشريف قطعة لحم ظاهرة ].
هذه بعض الأحاديث التي وردت في إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده الشريف عليه الصلاة والسلام ، وقد ورد في الخاتم أحاديث أخرى لا يعول عليها ولا يعتمد عليها وهي إما ضعيفة أو مكذوبة باطلة .
هل توجد أحاديث باطلة في خاتم النبوة
-ومن الأحاديث الباطلة حديث “من توضأ ونظر إليه وقت الصبح حفظه الله تعالى إلى وقت المغرب ومن نظر إليه وقت المغرب حفظه الله تعالى إلى وقت الصبح ومن نظر إليه أول الشهر يحفظه الله إلى آخره ومن نظر إليه أول السنة يحفظه الله إلى آخرها من البلاء والآفات ومن نظر إليه أول الشهر يصير ذلك مباركاً عليه وإن مات في تلك السنة يختم له بالإيمان . فإنه حديث باطل لم يروه الترمذي صاحب السنن ولعل الترمذي المذكور هو الحكيم الترمذي صاحب النوادر وكتابه موطن للأحاديث الضعيفة والواهية .
-وأما ما ذكر من أن خاتم النبوة مكتوب من الشعر بقلم القدرة وذكروا الكلمات التي كتبت على ظهر الرسول ﷺ بالشعر فهذا كلام باطل من الخرافات التي لا تصح .
-قال الحافظ ابن حجر :[ وأما ما ورد من أنها-أي خاتم النبوة-كانت كأثر محجم أو كالشامة السوداء أو الخضراء أو مكتب عليها محمد رسول الله أو سر فأنت منصور أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء ….. والحق ما ذكرته ولا تغتر بما وقع في صحيح ابن حبان فإنه غفل حيث صحح ذلك والله أعلم ] فتح الباري 7/374 .
-قـال الـحـافظ الهيثمي :[ اختلط على بعض الرواة خاتم النبوة بالخاتم الذي كان يختم به الكتب ] يعني أن الخاتم الذي اتخذه الرسول عليه الصلاة والسلام وكان يختم به الكتب نقش عليه محمد رسول الله كما ورد في بعض الأحاديث ، فظنوا أن تلك الكلمات كانت على خاتم النبوة الذي كان في ظهره الشريف عليه الصلاة والسلام وليس الأمر كذلك .