يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
أما الصعود فلم يذكر في القرآن ، وإنما جاء فيه لفظ الرفع ، قال تعالى : [ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ](النساء : 157-158) ، كما قال في إدريس [ وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِياًّ ](مريم : 57) ، وقد أسند الرفع إلى الله تعالى للإشارة على أنه ليس للمرفوع فيه كسب ولا اختيار .
وهو يحتمل الرفع المعنوي ؛ كقوله تعالى في الذي آتاه آياته فانسلخ منها] وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ](الأعراف : 176) ولم يقل أحد إن المراد لرفعناه بجسمه، والجمهور يقولون : إن عيسى رفع بروحه وجسده ، قيل بعد وفاته ، وقيل قبلها، والله أعلم .
وأما نزوله في آخر الزمان ، وحكمه بالشريعة المحمدية ، وكسره للصليب وقتله للخنزير ، فليس لها نص في القرآن ، وإنما وردت بذلك أحاديث روى بعضها الشيخان .