حديث “إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب” صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وقد اختلف العلماء في المراد باقتراب الزمان إلا أن الراجح أن ذلك في آخر الزمان، فيكون المعنى أن الرؤيا التي يراها المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تخطيء غير أننا لا نستطيع أن نعرف أننا في آخر الزمان إلا بعد انتهاء الدنيا، أو عند ظهور الأمارات الكبرى على انتهاء الدنيا، لأنه ما من زمن إلا وظن أهله أنهم في آخر الزمان، وهاهي الأيام قد أثبتت لنا خطئهم في ذلك، ولقد ظن بعض الصحابة أن الدنيا ستنتهي بعد مائة سنة على الأكثر من وقت ظنهم.

معنى اقترب الزمان ؟

يقول الدكتور فهد بن عبد الرحمن اليحيى الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية :-
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:«إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب…»متفق عليه
فما معنى اقترب الزمان ؟ .
ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أقوالا في معناه فمنها :
أن معناه تقارب زمان الليل والنهار ، وهو وقت الاعتدالين.
وإن كان قد رجح أن معناه اقتراب آخر الزمان،ويؤيد هذا المعنى رواية الترمذي:«في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب ».
فإذا قيل : نحن في آخر الزمان فينطبق علينا هذا الحديث .
فنقول : إن « آخر الزمان » أمر نسبي ، بمعنى : أن كل جيل بعد النبي كان يظن أنه في آخر الزمان ؛ بل إن النبي قال :«بعثت أنا والساعة كهاتين »متفق عليه.

وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال صلى بنا رسول الله ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد قال ابن عمر فَوهِل الناس في مقالة رسول الله تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال رسول الله لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخَرِم ذلك القرن .
ففي هذا الحديث إشارة من ابن عمر أن من الناس من كان يظن قيام الساعة في نهاية المائة الأولى من الهجرة.

هل نعيش آخر الزمان؟

يقول الدكتور فهد بن عبد الرحمن اليحيى: من المعلوم على مر التاريخ من لدن قرن الصحابة رضي الله عنهم إلى القرن الذي نعيش فيه وكل قرن يظنون أنهم في آخر الزمان .

وعلى هذا فتنْزيل : « آخر الزمان » على واقع معين ليس دقيقاً ، وما يدرينا فلعل بيننا وبين الساعة أكثر مما مضى من الزمان بيننا وبين عهد نبينا محمد .
وعلى كل حال فلا ينبغي الاستدلال بهذا الحديث على مزية الرؤى في زماننا والأخذ بها والدلالة على تصديقها.