هذا الحديث لم نعثر عليه في شيء من كتب الحديث ، وإنما عثرنا على رواية شبيهة به لابن رجب عن عمر رضي الله عنه وهي ضعيفة جدا :
(جاء جبريل إلى النبي ﷺ في غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقال النبي ﷺ : يا جبريل مالي أراك متغير اللون؟ قال : ما جئتك حتى أمر الله بمنافيخ النار ، قال : يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم ، فذكر الحديث ثم قال : فقال رسول الله ﷺ : حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال : فنظر رسول الله ﷺ إلى جبريل وهو يبكي ، فقال رسول الله ﷺ : تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت فيه ؟ فقال : وما لي لا أبكي ، أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به إبليس ، فقد كان مع الملائكة ، وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به هاروت وماروت ، قال : فبكى رسول الله ﷺ وبكى جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا يا محمد ويا جبريل إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه ، فارتفع جبريل وخرج رسول الله ﷺ فمر بقوم من الأنصار يضحكون فقال : تضحكون ووراءكم جهنم ، فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسغتم الطعام والشراب ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل فنودي : يا محمد لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا ، فقال رسول الله ﷺ : سددوا وقاربوا ).
وهذه الرواية في سندها سلام الطويل وهو ضعيف جدا ، فالرواية ضعيفة جدا.
وروى الألباني في السلسلة الضعيفة رواية أخرى وقال عنها أنها موضوعة ( أي مكذوبة ) وهي:
(يا جبريل مالي أراك متغير اللون؟ فقال : ما جئتك حتى أمر الله عز و جل بمفاتيح النار ، فقال رسول الله ﷺ : يا جبريل صف لي النار ، وانعت لي جهنم ، فقال جبريل : إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها ، و لا يطفأ لهبها ، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا منحره ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه و من نتن ريحه ، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت و ماتقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ، فقال رسول الله ﷺ : حسبي ياجبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال : فنظر رسول الله ﷺ إلى جبريل و هو يبكي ، فقال : تبكي يا جبريل ؟ و أنت من الله بالمكان الذي أنت به ! قال : ومالي لا أبكي ؟ أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس، فقد كان من الملائكة وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت و ماروت ، قال : فبكى رسول الله ﷺ وبكى جبريل ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز و جل قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل عليه السلام ، و خرج رسول الله ﷺ فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون، فقال : أتضحكون ووراءكم جهنم ؟ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولما أسغتم الطعام والشراب ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز و جل . فنودي : يا محمد ! لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا ، فقال رسول الله ﷺ : سددوا و قاربوا ).
وعلى هذا فلا تصح رواية هذا الحديث لأنه إما ضعيف جدا وإما مكذوب على رسول الله ﷺ ، ومن رواها أو نشرها وهو يعلم فهو أحد الكاذبين على الرسول ﷺ عمدا ، لقوله ﷺ فيما رواه الترمذي عن المغيرة بن شعبة وقال :حسن صحيح : “من روي عني حديثا يظن أنه كذب فهو أحد الكذابين “، وفي الحديث الصحيح المتواتر : ” من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ” .
ومن نشرها دون أن يعلم فهو مخطئ وعليه أن يرجع فورا وينشر أنها مكذوبة ، ويجب نصحه بذلك .