على كل من الزوجين أن يصبر على صاحبه ويجب على الزوج أن يصبر على زوجته إذا رأى منها بعض ما لا يعجبه من تصرفها، ويعرف لها ضعفها بوصفها أنثى، فوق نقصها كإنسان، ويعرف لها حسناتها بجانب أخطائها، ومزاياها إلى جوار عيوبها.
وفي الحديث: “لا يفرك -أي: لا يبغض- مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها غيره”.
وقال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) سورة النساء:19.
وكما أوجب الإسلام على الزوج الاحتمال والصبر على ما يكره من زوجته أمر الزوجة هي الأخرى أن تعمل على استرضاء زوجها بما عندها من قدرة وسحر، وحذرها أن تبيت وزوجها غاضب.
وفي الحديث: “ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان (متخاصمان)”.
فينبغي للزوج أن يتماسك ولو أوذي، ينبغي له أن يكون صبره قويًا، وأن يتحمل حتى لا يقع الطلاق.
والواجب على المرأة أن تتقي الله في زوجها، وأن تحذر أسباب الطلاق، وأن تتحمل بعض الشيء من تغيبه عنها بعض الشيء، أو سوء خلقه بعض الشيء، أو تقصيره في النفقة بعض الشيء، أو ما أشبه ذلك، فهذه الحياة دار امتحان، دار البلايا والمحن، ما هي بدار النعيم، وليست دار الراحة والخلد، كل يأتيه نصيبه من كدرها وأذاها ومشاقها وأنواع أكدارها.
فالواجب على الأزواج أن يتحملوا، وأن يتقوا الله في النساء؛ لأنهن أسيرات عوان عندهم، ضعيفات التصرف في الغالب، فالواجب تقوى الله فيهن، وأن يعاشروهن بالمعروف، فالمرأة إذا سهر عنها الزوج وتركها وحدها يتغير عقلها، ويتغير مزاجها،قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة:228].
فأنت أيها الزوج تريد أن تأخذ كل شيء، والله ما جعل لك إلا درجة فقط، وجعلكم متساويين، فعليك أن تعاشر بالمعروف، وهي تعاشر بالمعروف، لك فضل عليها كما قال الله: دَرَجَةٌ [البقرة:228]، لكن أكثر الناس إلا من شاء الله يريد الحق له كله، ولا يريد يبقى لها حق، هذا من ظلم الإنسان من ظلم الزوج، كونه يأخذ الحق له كله، ويغضب إذا تكلمت في شيء مع أنه مسيء ظالم لها هذا من عدم الإنصاف هذا من الظلم، فهي لها حق عظيم وللزوج حق عظيم، وقد أوصى بهن النبي ﷺ قال: “استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عوان عندكم.
وعلى الزوجة أن لا تعجل في طلب الطلاق، وأن تصبر وتحسن العشرة للزوج وتبشر بالأجر العظيم والخير الكثير والعاقبة الحميدة، وقد تبتلى بمن هو شر منه فلا تعجل، وتسأل الله له الهداية والتوفيق، وأن يغير حاله إلى حال خير منها، والله سبحانه هو الفعال لما يريد وهو القادر على كل شيء وهو القائل : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155]، وهو القائل سبحانه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10]، ويقول نبيه عليه الصلاة والسلام: ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر.