شهادة الزور هي قول غير الحقيقة، وخصوصا أمام المحكمة؛ لأن هذه الشهادة يترتب عليها حقوق الآخرين، فهي مضيّعة للحقوق، إضافة إلى أنها كذب؛ ولذلك عدها النبي عليه الصلاة والسلام واحدة من ثلاثة جعلها أكبر الكبائر وهي: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وقد حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا، وحذر الله تعالى من كتمان الشهادة عندما يُدعى الإنسان إلى الشهادة.. قال تعالى: “ومن يكتمها فإنه آثم قلبه”.
فإنه يلزم المسلم أن يقول الحقيقة، وإذا قال غير ذلك فهي شهادة زور، سواء رافق ذلك قسم اليمين أم لم يرافقه، غاية الأمر أن شهادة الزور مع اليمين أضيف إليها معصية أخرى هي اليمين الغموس التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام. واليمين الغموس هي التي تغمس صاحبها في النار، وهي أيضا حلف على كذب وهو يعلم -أي الحالف- أنه فيما يقول كاذب .
وإذا تمّت الشهادة على خلاف الحقيقة؛ فهذا يعني أن من فعلها وقع في معصية، فعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه، وإذا كان الأمر يتعلق بحقوق لأحد فلابد من رد الحقوق لأصحابها.