حديث:” من زار قبري وجبَت له شفاعتي” .

هذا الحديث رواه الدارقطني وابن أبي الدنيا وغيرهما، ورواه عبد الحق في أحكامه وسكت عنه، وسكوتُه دليل على قبوله.
قال الذهني : طرقه كلها ليّنة، لكن يقوي بعضها ببعض ، وهناك روايات أخرى بهذا المعنى.
يقول الزرقاني في شرح المواهب ” ج8 ص298 “: معنى “وجبَت له شفاعتي” أخصُّه بشفاعة ليست لغيره تناسب عظيم عمله، إما بزيادة نعيم أو تخفيف هول ذلك اليوم عنه، أو دخول الجنة بلا حساب، أو رفع درجاته بها، أو بزيادة شهود الحق والنظر إليه، أو بغير ذلك، أو المراد البشرى بموته على الإسلام.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
أَحَادِيث زِيَارَةِ قَبْرِهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ ، لَا يُعْتَمَدُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فِي الدِّينِ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِ أَهْلُ الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ شَيْئًا مِنْهَا، وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا مَنْ يَرْوِي الضِّعَافَ ، كالدارقطني وَالْبَزَّارِ وَغَيْرِهِمَا ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (1/ 234) .
وقال أيضا رحمه الله:
” (مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي) هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الدارقطني ، فِيمَا قِيلَ ، بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ، وَلِهَذَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدِ عَلَيْهَا ، مَنْ كُتُبِ الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (27/ 25) .