مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن سؤال القبر يكون للروح والجسم معاً كما أن النعيم والعذاب في القبر بعد الوفاة يكون للروح والجسم معًا .
يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل :
اتفق أهل السنة والجماعة أن كل إنسان يُسأل بعد موته، قُبِرَ أم لم يُقْبَر، وأن النعيم والعذاب على النفس والبدن معًا.
قال ابن القيم: ” إن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وإن ذلك يَحدث لرُوحه وبدنه، وإن الروح تَبقى بعد مُفارَقة البدن مُنَعَّمَةً أو مُعَذَّبَة، وإنها تتصل بالبدن أحيانًا ويحصل لها معه النعيم أو العذاب، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أُعيدت الأرواحُ إلى الأجساد وقاموا من قبورهم لرب العالمين”.
أما بالنسبة لسؤال القبر فذهب البعض إلى أنه يقع على الروح فقط من غير عَوْد إلى الجسد، وخالفهم الجمهور فقالوا: تُعاد الروح إلى الجسد أو بعضه، ولو كان السؤال على الروح فقط لم يكن للبدن اختصاص، ولحديث عن عثمان قال: كان النبيُّ ـ ﷺ ـ إذا فَرَغَ من دفن الميت وقف عليه فقال: “اسْتَغْفِروا لأخيكم وسَلُوا له التثبيتَ فإنه الآن يُسأل” (رواه أبو داود والحاكم) وحديث آخر عن ابن عباس أن النبيَّ ـ ﷺ ـ مَرَّ بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: “السلام عليكم يا أهلَ القبور يَغْفِر الله لنا ولكم أنتم سَلَفُنا ونحن بالأثر” (رواه الترمذيّ).
ورأي الجمهور هو الأرجح ، وهو أن السؤال يقع على الروح والجسد، وأن النعيم أو العذاب على النفس والبدن معًا.