ممارسة اليوجا بما تشتمل عليه من معتقدات هندية حرام شرعا، أما ممارستها كنوع من أنواع الرياضة التي تفيد الجسد، مع بعض الإرشادات النفسية فتجوز ممارستها بعد خلوها من أية شائبة لها صلة بالعقيدة.
والناظر لشريعة الإسلام يرى أن المردود النفسي من رياضة اليوجا موجود بالفعل في بعض العبادات في الإسلام ، كالصلاة ، ففيها الطمأنينة النفسية ، وفيها إذكاء للروح ، وسمو للنفس ، وبث روح الجماعة بين الناس ، والتعاون والنظام وغير ذلك من الفوائد الجمة للصلاة ، والتي لا يقارن أي شيء آخر بها ، بالإضافة إلى الثواب المرتب عليها ، فضلا عن أنها فريضة على المسلم ولقاء بينه وبين ربه سبحانه وتعالى .
أما فيما يتعلق بممارسة رياضة اليوجا فلا يمكن لأحد أن ينكر الأصل لرياضة “اليوجا”، ذلك الأصل الهندي، وأن أول ممارستها لدى الهندوك هو نوع من العبادة حسب معتقداتهم ،والتي ترجع إلى آلاف السنين ، وهذا شيء يخالف عقيدة التوحيد ، وهو حرام شرعا في شريعة الإسلام .
غير أن المتتبع لتاريخ هذه الرياضة يلحظ أنها انتشرت انتشارا كبيرا ، ولم تقف عند حدود الهند ومن ينتمون إلى العقيدة الهندوكية ، وهذا يعني تحول هذه الممارسات إلى رياضة بحتة يمارسها كثير من الناس على وجه الأرض، وانفصل الجانب العقدي منها عند كثير من الناس عن ممارستها .
وهذه الرياضة تجمع بين الرياضة الجسدية والتي تحوي تمارين رياضية للجسد ، مع الرياضة النفسية ومحاولة الاسترخاء بأخذ نفس عميق، ومحاولة التخيل، يعني أنها جزء من العلاج النفسي للإرهاق والأرق ، بالإضافة إلى فوائد التمارين الرياضية ، والتي تشترك فيها ” اليوجا ” مع غيرها من الرياضات الأخرى.
ولا يمكن لنا أن نحصر ” اليوجا” في أصل نشأتها ، لأن تناقل الخبرات لدى بني البشر في كثير من الممارسات لا ينقل بكل أصله ، وخاصة أن ” اليوجا” ليست عقيدة بحتة، ولكنها رياضة قام بها أصحاب عقيدة، ومثلت عندهم شيئا هاما ، لكن انتقالها كان مفرغا عن المحتوى العقدي في كثير من الأحيان وإن بقي كذلك عند منشئيها.
والحكم الشرعي لممارسة هذه الرياضة يمكن تفصيله على النحو التالي:
من مارس (اليوجا) واعتقد أنها جزء من العقيدة التي تسمو بالروح والنفس ، متمثلا في ذلك بالعقيدة الهندوكية ، فممارستها حرام.
أما من مارس اليوجا كنوع من الرياضة البحتة ، والتي لا دخل لها بالعقيدة ، فيكون حكمها الإباحة ، بناء على الأصل الذي عليه جمهور الفقهاء: أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد النص بالتحريم، واستصحابا لنية الإنسان في عمله ، والتي عليها مدار كثير من الأحكام ، لقوله ﷺ “إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى .
كما أن الإسلام وجد ممارسات اجتماعية للناس مثل الزواج ، وكان أنواعا كثيرة ، فهدم كل الأنواع ، وأبقى ما تعارف عليه الناس إلى اليوم من طلب الرجل الفتاة من أبيها وغير ذلك من ممارسات الشكل الاجتماعي في الزواج ، والذي أبقى عليه السلام.
وبناء على كل ما سبق ، لا يمكن القول بالحرمة على ممارسة اليوجا ، إذا كانت تمارس كرياضة بدنية ، لا علاقة لها بالعقيدة .