حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديره وإجلاله وتعظيمه مما أوجبه الإسلام، لكن الناس يختلفون في مظاهر الحب فيما بينهم، فبينما يرى كثير من الناس أن من تعزيز المحبة رسم صورة للمحبوب لتذكره وتعظيمه فإننا نحن المسلمين نرى أن أعظم مظهر يدل على حب النبي صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بسنته، وإرضاؤه بنصرة شريعته .

أما تصويره صلى الله عليه وسلم فلا يجوز بحال لما في ذلك من جواز تعرض هذه الصورة للامتهان،هذا فضلا عن أن الأحاديث التي صحت في وصفه صلى الله عليه وسلم لا تكفي في تحديد ملامحه. وكذلك لا يجوز تصوير الصحابة الكرام .
جاء في المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة:-

إن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة في الفترة ما بين 27 ربيع الآخر1405 هـ و 8 جمادى الأولى1405 هـ قد اطلع على الخطاب الموجه إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز من مكتب الرئاسة في قطر برقم 1205/5 ، وتاريخ 25 ربيع الأول 1405 هـ ومرفق به كتيب فيه صورة مرسومة يزعم صاحبها أنها صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصورة أخرى يزعم صاحبها أنها صورة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فأحالها سماحته بموجب خطابه رقم 813/2 وتاربخ 30 ربيع الآخر 1405 هـ إلى مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لإصدار ما يجب حيال ذلك .
وبعد أن اطلع المجلس على الصورتين المذكورتين في دورته الثامنة المنعقدة في مكة المكرمة بمقر الرابطة قرر ما يلي :
إن مقام النبي صلى الله عليه وسلم مقام عظيم عند الله تعالى وعند المسلمين ، وإن مكانته السامية ومنزلته الرفيعة معلومة من الدين بالضرورة ، فقد بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وأرسله إلى خلقه بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وقد رفع ذكره وأعلى قدره وصلى عليه وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه فهو سيد ولد آدم وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .
وإن الواجب على المسلمين احترامه وتقديره وتعظيمه التعظيم اللائق بمقامه ومنزلته عليه الصلاة والسلام .
فإن أي امتهان له أو تنقص من قدره يعتبر كفراً وردة عن الإسلام ، والعياذ بالله تعالى .

وإن تخييل شخصه الشريف بالصور سواء كانت مرسومة متحركة أو ثابتة وسواء كانت ذات جرم وظل أو ليس لها ظل وجرم كل ذلك حرام لا يحل ولا يجوز شرعا ، فلا يجوز عمله وإقراره لأي غرض من الأغراض أو مقصد من المقاصد أو غاية من الغايات وإن قصد به الامتهان كان كفراً .
لأن في ذلك من المفاسد الكبيرة والمحاذير الخطيرة شيئاً كثيرا وكبيراً، وأنه يجب على ولاة الأمور والمسئولين ووزارات الإعلام وأصحاب وسائل النشر منع تصوير النبي صلى الله عليه وسلم صوراً مجسمة وغير مجسمة في القصص والروايات والمسرحيات وكتب الأطفال والأفلام والتلفاز والسينما وغير ذلك من وسائل النشر، ويجب إنكاره وإتلاف ما يوجد من ذلك .

وكذلك يمنع ذلك في حق الصحابة رضي الله عنهم، فإن لهم من شرف الصحبة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الدين والنصح لله ورسوله ودينه وحمل هذا الدين والعلم إلينا ما يوجب تعظيم قدرهم واحترامهم وإجلالهم .
ومثل النبي صلى الله عليه وسلم سائر الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فيحرم في حقهم ما يحرم في حق النبي صلى الله عليه وسلم .
لذا فإن المجلس يقرر بأن تصوير أي واحد من هؤلاء حرام، ولا يجوز شرعا ويجب منعه .