هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت : أن اليهود أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا : السام عليك، قال : “وعليكم” فقالت عائشة : السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مهلا يا عائشة! عليك بالرفق وإياك والعنف أو الفحش، قالت أولم تسمع ما قالوا؟ قال : “أولم تسمعي ما قلت رددت عليهم؟ فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في”.

وفي الحديث عدة فوائد ، منها :

1- أن الرد على أهل الكتاب يكون بالصيغة الواردة في الحديث : “وعليكم”.

2- أن الرفق يكون في كل شيء حتى عند الاستفزاز، ويكون ممدوحا كذلك مع غير المسلمين.

3- أن الحكمة قد تقتضي أن يظهر المسلم أنه خدع، أي يتظاهر بأنه خدع من خصمه لبعض المصالح.

4- أن سب الكافر الذمي لا يجوز، وكذا لعنته لنهي النبي –صلى الله عليه وسلم– عائشة عن السب.

يقول الحافظ ابن حجر :

والذي يظهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن لا يتعود لسانها بالفحش، أو أنكر عليها الإفراط في السب… وقال المهلب : في هذا الحديث جواز انخداع الكبير للمكايد ومعارضته من حيث لا يشعر إذا رجي رجوعه. قلت : في تقييده بذلك نظر؛ لأن اليهود حينئذ كانوا أهل عهد، فالذي يظهر أن ذلك كان لمصلحة التآلف.