اختلف الفقهاء في اتخاذ السترة أمام المصلي بين الوجوب والاستحباب.
أما مسألة مرور الإنسان أمام المصلي ، فالراجح فيها عدم جواز المرور أمام المصلي عن قرب، وقيد بعض العلماء النهي عن المرور أمام المصلي إن كان المصلي قد وضع أمامه سترة ، فمر أحد أمامه مع وجود السترة، فله أن يدافعه ، ولو وصل الأمر إلى الحركة غير القليلة في الصلاة ، مع إثم من فعل هذا.
واستدلوا بحديث ابن عمر‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال‏:‏ إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدًا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين‏)‏‏.‏ رواه أحمد ومسلم وابن ماجه‏.‏

معنى دفع المار أمام المصلي

يفهم اشتراط دفع المار إذا كانت هناك سترة من حديث عن أبي سعيد قال‏:‏ ‏(‏سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان‏)‏‏.‏ رواه الجماعة إلا الترمذي وابن ماجه‏.
فالحديث الأول مطلق ، والثاني مقيد له .
قال النووي ‏:‏ واتفقوا على أن هذا كله لمن لم يفرط في صلاته بل احتاط وصلى إلى سترة أو في مكان يأمن المرور بين يديه‏.‏
والمقصود بالمقاتلة المدافعة باليد ، أو الإشارة إليه، فإن أبى ، دفعه بيده. أ. هـ
قال الإمام الشوكاني :‏ الحديث صريح في الدفع باليد وكذلك فعل أبو سعيد بالغلام الذي أراد أن يجتاز بين يديه فإنه دفعه في صدره ثم عاد فدفعه أشد من الأولى كما في البخاري وغيره‏.‏ ونقل البيهقي عن الشافعي أن المراد بالمقاتلة دفع أشد من الدفع الأول‏.أ.هـ

هل يأثم المار بين يدي المصلي

يأثم المرء الذي يمر أمام المصلي إن كانت هناك سترة ، وكذلك الحال إن لم يكن هناك سترة ، ومر قريبا منه جدا ، مع وجود مسافة بعيدة عن المصلي يمكن للمارة أن يمر منها .

لماذا لايجوز المرور أمام المصلي

علة عدم المرور هو ألا يشغل المار المصلي عن الخشوع في الصلاة، وكل ما يشغل المصلي عن صلاته ، ينهى عنه ، ولذا جاء النهي بالتشويش عليه ، ولو بقراءة القرآن .