اتفق الفقهاء على أن رفع اليدين في التكبيرة الأولى سنة ، واختلفوا في رفعهما في بقية التكبيرات. كما اختلفوا في وضع الإمام بالنسبة للميت ، فلا مانع من وقوفه في أي موضع مما بين الرأس إلى الوسط. وأما الأدعية فهي متنوعة والمقصود بها طلب المغفرة والرحمة للميت والتشفع له، فلكل أن يدعو بما تيسر ، ويسن الدعاء بالمأثور. وتجوز في أي موضع والأفضل أن تكون بعد التكبيرة الثالثة عملا برأي الجمهور. 

حكم رفع اليدين في التكبير لصلاة الجنازة:

يقول الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر سابقا: 

رفع اليدين عند التكبير في صلاة الجنازة: سنة مع كل تكبيرة عند الشافعي وأحمد. أما عند أبي حنيفة: لا يجوز الرفع إلا عند التكبيرة الأولى فقط. وعند مالك ثلاث روايات: الرفع في الجميع، وعدم الرفع في الجميع، والرفع في الأولى فقط. هذه هي الأقوال ولكل أن يختار منها ما يشاء. 

الدعاء في الصلاة على الجنازة: 

هو ركن، لحديث أبي داود وغيره: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء. وهو يتحقق بأية صيغة، والسنة أن يكون بالمأثور.

-ومنه: “اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئنا شفعاء لها فاغفر لها ذنبها”. رواه أحمد وأبو داود عن النبي ().

-وفي رواية لمسلم: “اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار”.

-وجاء في رواية لأحمد وأصحاب السنن: “اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده”. كما رواه أحمد وأصحاب السنن.

-وإذا كان طفلا استحب أن يقول المصلي: “اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا”. هذا ولم يرد تعيين لموضع هذه الأدعية، فيجوز أن يقولها كلها أو بعضها بعد أية تكبيرة والأكثرون على أن الدعاء بعد الثالثة.

كما يسن الدعاء بعد التكبيرة الرابعة، وإن كان المصلي قد دعا بعد التكبيرة الثالثة كما كان يفعل الرسول () ورواه عنه أحمد.

قال الشافعي: يقول بعدها أي: بعد التكبيرة الرابعة: “اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده”. وكان المتقدمون يقولون: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

-قال النووي: إن كان الميت صبيا أو صبية اقتصر على ما في حديث: “اللهم اغفر لحينا وميتنا”. ويضم إليه قوله: “اللهم اجعله فرطا لوالديه وسلفا وذخرا وعظة واعتبارا وشفيعا وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلبوهما ولا تفتنهما بعده ولا تحرمهما أجره”. 

-وأما موقف الإمام : فليس هناك تحديد واجب لموقف الإمام أو المصلي على الجنازة، و إن كان من السنة أن يقوم عند رأس الرجل، ووسط المرأة، كما رواه أبو داود في صلاة النبي (  ) و كما رواه مسلم في صلاته على أم كعب.