على المسلم أن يتوجه لله تعالى بالدعاء:
“اللهم إني أسألك علما نافعا”.
وكذا “رب زدني علما”.
وكذا ”رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي”.
يقول الشيخ ابن باز-رحمه الله تعالى-
1- يجب على المسلم سؤال الله تعالى، والضراعة إليه، والاجتهاد في ذلك أن يعينه الله تعالى، يسأله كثيرًا فهو القائل سبحانه: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ)[غافر]، وهو القائل -جل وعلا-: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) [البقرة].
ويكون الدعاء في الأوقات التي بين النبي ﷺ أنها وقت أجابة، في السجود، وفي آخر التحيات، وفي صلاة الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند جلوس الخطيب يوم الجمعة، إلى أن تقضى الصلاة في الأوقات المناسبة، وبين الخطبتين، والسجود في صلاة الجمعة، وفي آخر التحيات، كذلك في آخر النهار من يوم الجمعة بعد العصر، إذا جلس ينتظر المغرب فليدع ربه فإنها أوقات إجابة.
2-الحذر من المعاصي والسيئات، لأن المعاصي شرها عظيم، وهي من أخطر الأشياء على الحفظ وعلى الفهم أيضًا، ومن هذا قول الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي
فالحذر من المعاصي علاج عظيم، والبعد عنها من الغيبة والنميمة، والتثاقل عن الصلوات، وعقوق الوالدين أو أحدهما، وقطيعة الرحم، وأكل الربا، والكذب، وإيذاء المسلمين، بالقول أو الفعل، إلى غير هذا من المعاصي، والتوبة إلى الله تعالى مما سلف من ذلك، ومن هذا قول مالك -رحمه الله- للشافعي -رحمه الله- لما جلس بين يديه، ورأى مالك من الشافعي الحرص والفهم الجيد قال: “إني أرى أن الله سبحانه قد ألقى عليك من نوره، فاحذر أن تطفئ هذا النور بالمعاصي”.
فالمقصود: أن المعاصي من أسباب ظلمة القلب، وذهاب نور القلب، ومن أسباب سوء الحفظ، وسوء الفهم، ومن أسباب كل شر، قال تعالى: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى].
فالمعاصي شرها عظيم، وعواقبها وخيمة، فالواجب على المؤمن والمؤمنة الحذر منها، والبعد عنها، والتوبة إلى الله من سالفها.
3-الحذر من مصاحبة أهل الشر، فإن الاختلاط بهم من أسباب الشر، وهي من جملة المعاصي، فالخلطة لأصحاب الشر وأصحاب القيل والقال والكلام الفارغ تنسي الخير.
فمن اتقى الله عز وجل في السر والعلن حفظ الله له عقله من كل الشرور والآفات ومنها آفة النسيان.