السعي بين الصفا والمروة هو أن يقطع الحاج أو المعتمر المسافة الكائنة بين الصفا والمروة سبع مرات ذهابا وإيابا بعد طواف في نسك حج أو عمرة. والأصل في مشروعية السعي الكتاب والسنة. أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 158]، وجاء في السنة النبوية أن النبي ﷺ سعى في حجه بين الصفا والمروة وقال: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي. وقد وضعت الشريعة السعي على مثال سعي السيدة هاجر عندما سعت بينهما سبع مرات لطلب الماء لابنها كما في حديث البخاري عن ابن عباس مرفوعا، وفي آخره قال ابن عباس: قال النبي ﷺ: فذلك سعي الناس بينهما. فما هو دعاء السعي بين الصفا والمروة الذي ثبت نقله عن النبي ﷺ؟
كيفية التكبير على الصفا والمروة
بعد انتهاء الحاج أو المعتمر من الطواف يتوجه إلى الصفا ليبدأ السعي منها، فيرقى على الصفا، ويستقبل الكعبة المشرفة، ويوحد الله ويكبره، ويأتي بالذكر الوارد، ثم يسير متوجها إلى المروة، حتى إذا وصل إليها يصعد عليها. ويوحد ويكبر كما فعل على الصفا.
ومن سنن السعي بين الصفا والمروة أن يستقبل القبلة ويصعد ويكبر كما ثبت في الحديث، كان النبي ﷺ إذا صعد الصفا كبر عليها، وذكر الله ثلاثًا، ودعا ثلاثًا، وكرر، يقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ويكرر ذلك مع التكبير ثلاث مرات، مع الدعاء على الصفا والمروة. [صحيح مسلم]
دعاء السعي بين الصفا والمروة
استحب العلماء أن يدعو بما فتح الله عليه من الدعاء ويفضل الامتثال بما جاء عن النبي ﷺ في الحديث السابق.
ثبت عن ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما أنهما كانا يدعوان: “رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم.
وكان ابن عمر يدعو فيقول: “اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم” [مالك في الموطأ].
وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الأذكار مجموعة من الأدعية المختارة في السعي وفي كل مكان:
– ” اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “.
– ” اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار “.
– ” اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى “.
– ” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك “.
– ” اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل “.
– ولو قرأ القرآن كان أفضل.
– وينبغي أن يجمع بين هذه الأذكار والدعوات والقرآن، فإن أراد الاقتصار أتى بالمهم.
ويختم المسلم بالذكر والدعاء على المروة في الشوط السابع، وفي الطريق بينهما يذكر الله، ويدعو أيضا، بما يسر الله من ذكر وثناء، وحمد ودعاء، حين نزوله من الصفا إلى المروة، وحين رجوعه كذلك من المروة إلى الصفا، يكثر من ذكر الله والدعاء، وليس في ذلك شيء معين واجب، بل ما يسر الله له من الدعاء.
وفي الحقيقة ليس للسعي أو الطواف أدعية مخصوصة، بل يشرع للمؤمن أن يدعو ويذكر الله، بما شاء.
ما هو فضل الدعاء في الصفا والمروة؟
أفضل الدعاء في السعي بين الصفا والمروة هو ما ثبت عن النبي ﷺ: ” لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ “، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
ويقول ويفعل على المروة كما قال، وفعل على الصفا في الأشواط السبعة، ما عدا قراءة الآية، وقوله (نبدأ بما بدأ الله به).
هل يجب الدعاء عند الصفا والمروة في كل شوط؟
لا يجب الدعاء في كل شوط من أشواط الصفا والمروة، ولكن يستحب ذلك امتثالا بالهدي النبوي في النسك، أنه كان يدعو بما سبق ذكره.