يقول الشيخ “حسنين محمد مخلوف” -رحمه الله-:

تعظيم المصحف الشريف مُجْمَع عليه ، ومن تعظيمه ألاّ يَمَسَّه مُحدِث ولا حائض ولا نُفَسَاء ،  وألاّ يُنْقَلَ إلى دار الحرب في الغزو ، وألاّ يُوضَعَ في مكان ممتَهَن.

ومن تعظيمه ألاّ يدخل به إنسان موضع الخلاء وهو موضع القاذورات والنجاسات ، ولا جُنَاح على من دخل به الموضع ناسيًا لحديث : ” رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأ والنسيان وما اسْتُكْرِهوا عليه ” فإذا كان كثير النسيان يَنْبَغي بل يجب عليه ألاّ يَحْمِلَ في جيبه المصحف حتى لا يَقَع منه إخلال بتعظيمه وحُرْمَته .

وفي فتح القدير : “ولو كانت رُقْيَة في غُلَاف مُتجافٍ لم يُكْرَه دخول الخلاء بها والاحتراز عن مثله أفضل” ونَقَلَه صاحِبَا البحر والدر وأقَرَّاه ، والمراد بالرُّقْيَة كما ذكره النابلسي ما اشتملت على الآيات القرآنية ، ومفهومه أنها لو كانت في غلاف مُتَّصِل به فَيُكْره بالأولى الدخول بها في هذا الموضع ، وقد ذكر الشرنبلالي أنه يُكْرَه الدخول للخلاء ومعه شيء مَكتُوب فيه اسم الله تعالى أو قرآن أو شيء من آياته الكريمة أ.هـ .

ومن هذا يُعلم عدم جواز دخول الخلاء بالحجب المشتملة على آيات قرآنية والمغلفة بالقماش أو الجلد على وجه الاتصال .