إن المتفق عليه أن مجالس الغناء إذا كانت مقرونة بالملاهي والخمر والفتيات والفسوق والفجور كانت حراما، فإذا سلِم الغناء من كل ذلك ، وسلم من الخنا والألفاظ المحرمة ، ومن التكسر والميوعة والإثارة فهو محل خلاف ، فكثير يذهب إلى جوازه ، وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي ، وكثير يذهب إلى تحريمه.
ومن المعروف أن الأغاني التي تقدم على شاشات التلفاز والأشرطة لا تلتزم هذه الآداب حرام باتفاق الجميع.
هل آلات الموسيقى حرام
آلات الموسيقى كلها محل خلاف بين العلماء كذلك ، فالشيخ القرضاوي يبيح منها الموسيقى التي لا تجعل الناس في غياب مثل القطعان ، وما عداها فتجوز كلها عنده.
ويرى آخرون أن الآلات لا يباح منها إلا الدف، وبعضهم يقصره على مواطن مخصوصة، مثل الزواج.
ولهذا دلائله، ولذاك دلائله، فالموضوع محل اشتباه ، فمن أراد أن يبرأ لدينه وعرضه فليترك الغناء جملة، وكذلك آلات الموسيقى كلها .
ولئن ترخص بعض الناس في سماع أغنية ، أو مقطوعة من الموسيقى فهو أسهل بكثير من أن يصير هذا حرفة وطبعا.
حكم الغناء
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا:- قد فصل الشوكاني رحمه الله القول في هذه مسألة الغناء في كتابه نيل الأوطار في المجلد الثامن باب ما جاء في آلة اللهو، وعرض أدلة المانعين والمجيزين، وأبطل دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع، وانتهى إلى القول بأنها من المتشابهات التي ينبغي أن يتركها من أراد أن يستبرئ لدينه وعرضه، يقول رحمه الله بعد عرض مسهب ومفصل لآراء المانعين والمجيزين: وإذا تقرر جميع ما حررناه من حجج الفريقين فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه .
والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح، ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن حام حول الحمي يوشك أن يقع فيه، ولا سيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار الوقار ، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية، وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف! وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول، نسأل الله السداد والثبات. انتهى.
هل يجوز الزواج ممن يعمل في الغناء والموسيقى
هذا هو الحكم الفقهي في الغناء، ونصيحتنا لمن تقدم لخطبتها من يعمل في الغناء والموسيقا أن تطلب من الله أن يرزقها الله عزوجل زوجا خيرا منه حتى لا تظل طيلة حياتها في شبهة الأكل من حرام، وذلك لأن عمله يتجاذبه الحلال والحرام، وأبواب الرزق الحلال مفتوحة والصالحون كثير.