القرآن الكريم هو الكتاب المنزَّل على سيدنا محمد ـ ﷺ ـ المتعبَّد بتلاوته المتحدَّى بأقصرِ سورة منه. وقد سمّى الله تعالى القرآن بخمسة وخمسين اسمًا، سماه كتابًا وقرآنًا وفرقانًا وكريمًا وكلامًا ونورًا وهدًى ورحمةً وشفاءً وموعظةً وذكرًا ومباركًا وغير ذلك.
والمسلم التقي هو الذي يَتعبَّد بتلاوة القرآن الكريم ويتخذه وِردًا له يردده آناء الليل وأطراف النهار.
وقد كان للسلف الصالح عاداتٌ في ختم القرآن الكريم؛ فمنهم من كان يختم القرآن الكريم في اليوم والليلة، ومنهم من كان يختمه في كل ثلاث ليال، ومنهم من كان يختمه في شهر.
وكل ذلك مرجعه إلى حال الإنسان وحسن علاقته بالله عز وجل، فمن كان مشغولاً بأمور المسلمين فعليه أن يقرأ القرآن الكريم بقدر ما يستطيع من غير أن يُدخِلَ المشقة على نفسه أو يهجر القراءة، وإن لم يكن مشغولاً بمصالح المسلمين فعليه أن يستكثر من القراءة بقدر ما يستطيع.
وقال أبو الوليد الباجي: أمَر النبي ـ ﷺ ـ عبدَ الله بن عمرو بن العاص أن يختم في سبع أو ثلاث، وقال الفقهاء: يَحتمل أن يكون ذلك هو الأفضل على الإطلاق، أو هو الأفضل في حق عبد الله بن عمرو لمَّا عَلِمَ من ترتيله في قراءته وعَلِمَ من ضعفه عن استدامته أكثرَ مما حدَّ له.
وأما من استطاع أكثر من ذلك فله أن يفعل قدر استطاعته. وسئل الإمام مالك عن الرجل الذي يختم القرآن في كل ليلة فقال: ما أحسن ذلك، إن القرآن إمام كل خير.