اختلف العلماء في هذه المسألة مسألة (ختان النبي ) ﷺ إلى ثلاثة أقوال : أنه ولد مختوناً وهذا ضعَّفه العلماء، الرأي الثاني أن أمين الوحي جبريل قد ختنه عندما شق صدره الشريف ، وهذا أيضا لم يثبت ، والراجح أنه ﷺ قد ختن على عادة العرب ، وأن جده عبد المطلب قد ختنه..
يقول الشيخ محمد صالح المنجد :.
قد ذكر ابن القيم رحمه الله في ختان النبي ﷺ ثلاثة أقوال ، فقال :
وقد اختلف فيه على أقوال :
أحدها : أنه ولد مختونا .
والثاني : أن جبريل ختنه حين شق صدره.
الثالث : أن جده عبد المطلب ختنه على عادة العرب في ختان أولادهم .
أما الرأي الأول : فقد أورد ابن القيم في كتابه المذكور أحاديث كثيرة تدل على ذلك ولكنه حكم عليها كلها بالضعف ، ثم ذكر أن الصبي إذا ولد مختوناً : فإن هذه نقيصة وليست منقبة لصاحبها كما يظنه بعض الناس.
قال رحمه الله تعالى :
وقيل : إن قيصر ملك الروم الذي ورد عليه امرؤ القيس وُلد كذلك [يعني غير مختون] ، ودخل عليه امرؤ القيس الحمَّام فرآه كذلك، وقيل : إن هذا البيت أحد الأسباب الباعثة لقيصر على أن سمَّ امرأ القيس فمات .
وكانت العرب لا تعتد بصورة الختان من غير ختان ، وترى الفضيلة في الختان نفسه، وتفخر به.
قال ابن القيم : وقد بعث الله نبيَّنا من صميم العرب ، وخصَّه بصفات الكمال من الخلق ، والنسب فكيف يجوز أن يكون ما ذكره من كونه مختوناً مما يميز به النبي ويخصص ، وقيل : إن الختان من الكلمات التي ابتلى الله بها خليله فأتمهن وأكملهن وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد عد النبي الختان من الفطرة ، ومن المعلوم : أن الابتلاء به مع الصبر مما يضاعف ثواب المبتلى به وأجره ، والأليق بحال النبي أن لا يسلب هذه الفضيلة وأن يكرمه الله بها كما أكرم خليله فإن خصائصه أعظم من خصائص غيره من النبيين وأعلى . ” تحفة المولود ”
أما الرأي الثاني فقد قال فيه :
وحديث شق الملك قلبه قد روي من وجوه متعددة مرفوعاً إلى النبي وليس في شيء منها أن جبريل ختنه إلا في هذا الحديث فهو شاذ غريب .
وأما الرأي الثالث فقد قال فيه :
قال ابن العديم : وقد جاء في بعض الروايات أن جده عبد المطلب ختنه في اليوم السابع ، قال: وهو على ما فيه أشبه بالصواب ، وأقرب إلى الواقع .
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/82) :
وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه ﷺ ولد مختونا وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام ، وهو كمال الدين بن طلحة ، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم وبين فيه أنه ﷺ ختن على عادة العرب ، وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين فيها .