من المعلوم أن معظم الأنبياء قد أماتهم الله تعالى ، لأنه كما قال :”كل نفس ذائقة الموت”،عدا عيسى عليه السلام ،فقد رفعه الله تعالى إليه ،ولم يمته في الحياة الدنيا ، ولكن الله تعالى قد اختص الأنبياء بالحياة في قبورهم .
يقول الشيخ فيصل مولوي-رحمه الله تعالى- نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث :
إنّ الآثار الواردة تدلّ على أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم. قال الإمام السيوطي في كتابه الحاوي: حياة النّبيّ (صلَى الله عليه وسلَم) في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علماً قطعيّاً لما قام عندنا من الأدلّة في ذلك وتواترت به الأخبار. وقد ألّف البيهقي جزءاً في حياة الأنبياء في قبورهم. غير أنّه وردت أحاديث لا تفيد أنّ حياتهم دائمة في قبورهم ومنها: “ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ الله عليّ روحي حتّى أردّ عليه السّلام.” فظاهره مفارقة الرّوح في بعض الأوقات.
ومنها حديث: “أنّ النّاس يصعقون فأكون أوّل من يفيق.” وهذه الأحاديث أوّلها الإمام السّيوطي لتتّفق مع الأحاديث المتواترة في حياة الأنبياء بعد موتهم ومن أبرزها الحديث الطّويل في الإسراء والمعراج الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه أنّ رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) التقى عدداً من الأنبياء أثناء عروجه في السّماء.
أمّا عيسى عليه السّلام فقد رفعه الله إليه وهو حيّ. ثبت ذلك بالرّوايات الصّحيحة كما أفاد الحافظ ابن حجر في فتح الباري. أمّا قوله تعالى: (إنّي متوفّيك ورافعك إليّ…) فالوفاة هنا ليست بمعنى الموت، وقد تكون بمعنى النّوم كقوله عزّ وجلّ: (وهو الذي يتوفّاكم باللّيل) فهو حيّ في السّماء. وسوف ينزل عليه السّلام إلى الأرض ثمّ يموت طبقاً لقوله تعالى: (كلّ نفس ذائقة الموت).
والله أعلم