سأل سائل الدكتور سامي السويلم ( الباحث الاقتصادي بالسعودية ) وكان نص سؤاله : ” توفي والدنا، واتضح لنا أن من ضمن أملاكه أسهماً بأحد البنوك بقيمة ملايين الريالات، فماذا نعمل بها؟. ”
فأجب الدكتور السويلم بالآتي :-
فالواجب على من يرث أسهماً ربوية أن يبادر ببيعها فوراً، لأن هذا من التخلص الواجب من أسباب الربا، ولعموم قول النبي ﷺ في الأمة الزانية: “بيعوها ولو بضفير” صحيح البخاري (2154)، وصحيح مسلم (1704). والزنا والربا كلاهما من كبائر الذنوب.
وأما قيمة الأسهم وما سبق من أرباحها فالأرجح – إن شاء الله- أنه يجوز للورثة الانتفاع بها إذا كانوا محتاجين، لعموم قوله تعالى: “فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف”. [البقرة: 275]، فنص على أن من باشر الربا ثم تاب فله أن ينتفع بما سلف من الربا الذي قبضه، ثم قال جل شأنه: “وأمره إلى الله” يريد – والله أعلم – إن ثبت على التوبة واستمر عليها ثبت له العفو عما سلف من الربا، وإن عاد إليه حوسب على الأول والآخر، كما تدل على ذلك النصوص الأخرى في هذا الباب.
وإذا كان هذا في حق من باشر الربا بنفسه، فمن لم يباشره كالورثة من باب أولى.
ومع ذلك يستحب للورثة أن يتصدقوا بما يتيسَّر لهم، خاصة إذا كانوا غير محتاجين للمال، كما يجب عليهم الدعاء لأبيهم بالمغفرة والرحمة والاجتهاد في ذلك. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه”.