إذا كانت رخصة الفطر في نهار رمضان جائزة للسفر فإنها لا تلحق الزوجة إذا لم تكن ستسافر مع الزوج، وينظر فإن كان قد أجبرها الزوج على الجماع فلا شيء عليها فهي بمثابة المغلوب على أمره وعليها القضاء فقط، وإن كانت قد طاوعته مختارة، فعليها القضاء والكفارة، ويلحقها الإثم أيضا.
أما الزوج فقد ارتكبت في حقها إثما عظيما يجب أن يتوب منه، ويستغفر الله سبحانه وتعالى، وعليه القضاء فقط.
وذلك لحديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ : هلكتُ ، قال ” مالَكَ “؟ قال : وقعتُ على امرأتي وأنا صائِم فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ” هل تجِد رقبة تعتِقها” ؟ قال: لا قال:” فهل تستطيع أن تصومَ شهرين متتابعين” ؟ قال :لا، قال ” فهل تجِد إطعام ستِّين مسكينًا” ؟ قال:لا ، وبعد مدة أعطاه النبي عَرْقًا ـ مِكتلاً أي وِعاء ـ فيه تَمْرٌ، وأمره أن يتصدّق به، فقال الرجل: على أفقرَ مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتَيْها ـ الجَبلين ـ أهل بيت أفقر من أهل بَيتي، فضَحِكَ الرسول حتى بَدَتْ أنْيابُه ثم قال ” أطْعِمْه أهْلَكَ”.