قال المفسِّرون: إن هذا القول لم يصدُر عن إبراهيم عليه السلام عن شكٍّ في قدرة الله على إحياء الموتى، وإنما طلب المعاينة، فليس الخَبر كالعيان.
وقال الأخفش: لم يُردْ رؤية القلب، وإنما أراد رؤية العَين. وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جَبير: سأل ليزداد يقينًا إلى يقينه.
كل ذلك لاعتقادِنا في عصمة الأنبياء عن كل ما يؤثِّر على الطاعة لله والإيمان الصادق به.
لكن جاء في حديث البخاري ومسلم أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال ” نحن أحقُّ بالشكِّ من إبراهيمَ” وأجيب عنه بأن معناه أنه لو كان شاكًّا لكنا نحن أحقَّ به، ونحن لا نشكُّ فإبراهيم أجدرُ ألا يشكَّ، لأنه مؤمن بإحياء الله للموتَى: ( أَلَمْ تَرَ إلى الذِي حاجَّ إبْراهيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتاهُ الله المُلْكَ إِذْ قَالَ إبْراهيمُ رَبِّيَ الذِي يُحْيي ويُمِيتُ) (سورة البقرة : 258) .
فهو مؤمن بذلك ويطلب رؤية الكيفية ليزداد يقينا، أي يريد الترقِّيَ من علم اليقين إلى حقِّ اليقين كما يُعبِّر بعض العلماء.