الذي يعدل الجهاد في سبيل الله وحج بيت الله والنفقة والزكاة كما جاء في حديث رسول الله ﷺ للسيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها، عندما جاءت تسأل رسول الله عما يعدل الجهاد والحج والنفقة، تلك الأمور التي يقوم بها الرجال دون النساء؛ فقال لها النبي أن تخبر النساء بأن حسن تبعلها لزوجها يعدل ذلك كله. فسميت وافدة النساء؛ لأنها أخبرت أن كل النساء يرغبن في هذا السؤال.
وهذا يبين الجو الذي كان عليه النساء زمن رسول الله، وأن حرصهن كان على التنافس مع الرجال والأزواج على مرضاة الله وعلى الثواب، وليس منافسة على المكانة في البيت، أو من له الأمر والطاعة وغير ذلك مما عليه نساء عصرنا، كان ما يشغلهن هو طاعة الله عز وجل.
فأخبر النبي عن أن قيام الزوجة بواجبات زوجها- ويسمى البعل- ثوابه عظيم، والتبعل للزوج: حسن القيام بالواجبات مع الزوج كإرضاء الزوج، والتجمل للزوج، وإعفاف الزوج، والحرص على خدمة الزوج، والحرص على إدخال السرور على الزوج بخدمته والتزين له وكل ما يرضيه، وخاصة فيما يحب الرجل أن يراه في النساء ينبغي يراه في زوجته، يرى جمال المرأة، وأنوثة المرأة، إبداء الزينة، الحرص على أن تعطيه مطالبه، الحرص على أن تكتمل لذته عند قضاء وطر الجماع، أن تحرص على أن تلبي طلباته، عندما يحضر أن تتهيأ له، أن تتلقاه وهو مقبل بالترحاب والابتسام وإظهار الشوق له، والترحيب به وتهيئة المنزل وتهيئة الطعام، والاختلاء معه في حجرة نومه في أبهى واجمل صورة، عند ذلك يعشق الزوج بيته أهله، ولا ينظر إلى غير زوجته؛ وبذلك تكون قد أعفته ومنعته النظر والتفكير والتصور لغير زوجته، فتكون قد حفظت عليه دينه وأعانته على طاعة ربه، جزاء وفاقا، يكون ذلك منها عند الله كالمجاهد في سبيل الله، كحاج بيت الله، كمنفق ماله مرضاة لرب العالمين.