مسح العينين بالأصابع عند سماع الشهادة برسالة النبي ـ ﷺ ـ في الأذان، وقول: مرحبًا بحبيبي محمد بن عبد الله وقرة عيني، والدعاء بالشفاعة ـ لم يَرِدْ به نصٌّ صحيح عن النبي ـ ﷺ ـ وقد عَزَا الديلميُّ في الفردوس هذا الفعل لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وأن النبي ـ ﷺ ـ قال لما رآه فعل ذلك: “مَن فَعَلَ مثل ما فَعَلَ خليلِي فقد حلَّت له شفاعتي” وهو غير صحيح كما قال الحافظ السخاوي، بل اختُرعتْ أحاديث تَذكُر أنَّ من فعل ذلك لم تَرمَد عيناه أبدًا، منها ما ذكره أحمد بن أبي بكر الرداد اليمنيّ في كتابه “موجبات الرحمة وعزائم المغفرة” بسند فيه انقطاع ومجاهيل أن الذي قال ذلك هو الخضر ـ عليه السلام ـ
وما ذكره شمس الدين محمد بن صالح المدني في تاريخه مرويًّا عن الحسن ـ رضي الله عنه ـ وما ذكره صاحب “المسائل الملقوطة” أن نور الدين الخراساني العالم المشهور بمدينة شيراز كان يَفعل ذلك من غير رواية حديث، ولما تركه مَرِضَتْ عيناه، فرأى الرسول ـ ﷺ ـ في المنام فأمَره أن يعود لمسح عينيه ففعل فبرئت عيناه.
ذكر ذلك الشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري الحسنى “مجلة الإسلام ـ المجلد الرابع ـ العدد 29” ،وذكر في حاشية الصعيدي على كفاية الطالب الرباني على رسالة أبي زيد القيرواني في مذهب الإمام مالك (ج 1 ص 165 المطبعة العثمانية) وانظر المنحة الوهبية ج 2 ص 36.