يجب أن تتحقق في الإمام الشروط الواجب توافرها في الإمامة للصلاة، وذلك لما للصلاة من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، ويجب أن ينأى الإمام عن الشبهات، فإذا وقع فيها يجب أن يُنصح، والصلاة خلفه صحيحة والأولى ترك الصلاة خلفه تأديبا له وإظهارا لعدم الرضا عن أفعاله.
يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي ـ عضو لجنة علماء المغرب:
المطلوب في الإمام أن يكون خير القوم وأفضل الجماعة الذين يؤمهم كما أفاده حديث النبي ﷺ الذي يقول: “يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم إسلاما ..” الحديث، فإذا كان الإمام شر الجماعة بل وأفسق الناس كان في تقدمه والصلاة خلفه مخالفة صريحة لأمر النبي ﷺ وسنته، وقد قال ﷺ: “من رغب عن سنتي فليس مني” (رواه البخاري وغيره).
فالأفضل ترك الصلاة خلف الإمام الفاسق والمبتدع لما في الصلاة خلفه من تزكيته وتأييده على ما هو عليه من الفسق أو البدعة، ولما فيها من الخروج عن سنة النبي ﷺ، وهذا الحكم متفق عليه بين أكثر أهل العلم، وإنما اختلفوا في صحة الصلاة خلفه، وهي مسألة طويلة الذيل وفيها أخذ ورد، أما الإمام نفسه فلا ريب أن صلاته باطلة إذا أم قوما وهم له كارهون كما صرح بذلك النبي ﷺ أ.هـ