إن الله عز وجل قد أنزل القرآن ليكون نورًا وضياءً يَهدي الناسَ إلى صراط مستقيم لا أن يتخذوه أَحْجِبَةً وتمائمَ دون العمل بما جاء فيه ، فيسن العلاج بالرقية بحيث يقرأ القرآن على المريض ، مع الدعاء بالشفاء بالأدعية الواردة عن النبي ﷺ ،
حكم الرقية بالقرآن الكريم:
يقول الدكتور نصر فريد واصل ، مفتي مصر السابق: فيما يتعلق بالقراءة على بعض الأمراض والنَّفْث عليها فإنه جائز ، لأن القرآن شفاء ، يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في كتابه الكريم: (ونُنَزِّلُ مِن القرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) ، (الإسراء: 82) ، وشفاء القرآن لا يكون في تعليقه ، ولكن في قراءته والعمل به.فينبغي لأبناء الإسلام أن يعلموا أن الله ـ عز وجل ـ قد أنزل القرآنَ ليكون نورًا وضياءً للعالمين، وليَهديَ الناسَ إلى صراط الله المستقيم، وليكون دستورًا يجب عليهم العمل بأوامره واجتناب نواهيه ، لا أن يتخذوه أَحْجِبة وتمائمَ دون العمل بما جاء فيه.
ماورد عن النبي ﷺ في الرقية:
صَحَّ أن النبيَّ ـ ﷺ ـ كان إذا مَرِضَ قرأ المعوذتين ونَفَثَ في يده ومسح على جسده ويقول: “اللهم ربَّ الناس أَذْهِبِ الباس، اللهم اشفِ فإنك أنت الشافي” ويقول أيضًا: “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة” إلى غير ذلك مما ثَبَتَ عن رسول الله ﷺ. كما ثَبَتَ أيضًا الرُّقْية بأم الكتاب ( الفاتحة). كما ورد التوجيه الإلهيّ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل المؤمنين بالاستعاذة به سبحانه وتعالى من هَمَزات الشياطين وحضورهم، في قوله تعالى: (وقُلْ ربِّ أعوذُ بك مِن هَمَزاتِ الشياطينِ. وأعوذُ بك ربِّ أنْ يَحْضُرون) (المؤمنون: 97 ـ 98) وكان رسول الله ـ ﷺ ـ يَرْقِي الحسن والحسين بقوله: “أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة”.
ما حكم عمل الحرز والتمائم من القرآن:
ولا يجوز شرعًا اتخاذُ شيء من القرآن الكريم وجعلُه حِرْزًاً أو حجابًا يُعَلَّق على الصدور أو الرؤوس؛ لأن ذلك يؤدي إلى امتهان القرآن الكريم وعدم صونه من العبث وعن الأماكن التي لا يجوز أن يكون القرآن فيها. ولا يجوز كتابة شيء من القرآن وتعليقة في الرقبة أو في غيرها من أجزاء الجسم ليكون شفاء ، لأن الشفاء ليس في تعليقه ، وإنما في تلاوته وتدبره والعمل به.