نهي الإسلام عن حرق جثة الميت؛ لأن الإسلام كرم الإنسان حيا وميتا، وشرع له بعد الموت أن يغسل ويصلى عليه ويدفن في مكان يؤمن فيه عدم إيذائه .

كما أنه من المعلوم في الإسلام أن إيذاء الإنسان ميتا كإيذائه حيا، وهذا من مفاخر ديـن الإسلام .

هل يجوز حرق جثة الميت

يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر، رحمه الله :

من البِدَعِ المنكرة والمِلَلِ الفاسدة أن أهل بعض الأديان يقومون بإحراق الميت بعد وفاته وسحْق جُثَّتِهِ وتَذْرِيَتِهَا في الهواء أو في مياه بعض الأنهار، نزولاً على مُعتقدات باطلة.

والإسلام يُحرِّم هذا وينهي عنه، لمَا فيه إهانة للميت واستخفاف بأمره، والإسلام كما كرَّم الإنسان في حياته، فقال القرآن الكريم في سورة الإسراء: (و لقدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وحَمَلْنَاهمْ في البَرِّ والبَحْرِ ورَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً). (الآية: 70 ).

كرَّم الإسلامُ الإنسانَ بعدو فاته، فحرم أن يُمَسَّ بإحراقٍ أو تشويهٍ أو إهانة.

المسلم إذا صعدتْ روحه إلى بارئها حاطه الإسلام بالرعاية والعناية، فأوجب على أهله أن يقوموا بغُسله، وأن يُزيلوا عنه ما لعلَّه علق به أو خرج من جوفه من أذًى ونجاسةٍ وعليهم بعد ذلك أن يُكفِّنوه حتى لا يظل مُعرضًا للآفات أو الحشرات، وأن يقوموا بالصلاة عليه والدعاء له وتَشْيِيعه إلى مَقرِّه الأخير، وأن يقوموا بدفنه في قبر يَحميه ويصونه وأن يحفروا له حَفرًا عميقًا. حتى لا يُنْبَشَ قبرُه، ولا تنبعث منه رائحة كريهة مُؤذية.

وهكذا حاط الإسلام الميت بعد وفاته بالتكريم والصيانة، ولم يقبل أن يجعله عُرضة للمُثَلة أو الإهانة.