يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
ليس المراد من الجنة والنار ما يفهمه العربي من اللفظ ، بل لكل منهما حقيقة شرعية أخرى ، يؤخذ وصفها من مجموع ما ورد فيها من النصوص .
ويقال بالإجمال :إن الجنة دار الجزاء الحسن على الإيمان الصحيح والأعمال الصالحة ، لا بستان كبساتين الدنيا ، والنار دار الجزاء على الكفر والأعمال السيئة ، لا مجرد ما نسميه نارًا.
أما مقرهما :فهو في غير هذا العالم ؛ أي : في عالم الغيب ، فلا فائدة في البحث عنه ، فنحن نؤمن بهما إيمانًا غيبيًّا ؛ اتباعًا لما جاء به الرسول عن الله تعالى ، لا نزيد على ذلك ولا ننقص منه ، ولا نُشَبِّه عالم الغيب بعالم الشهادة ، بل نفوِّض ذلك إلى الله تعالى .