الكتاب المنزَّل هو الكتاب الذي أنزله الله إلى رسول من رسله بواسطة جبريل ليبلغه للناس.
وقد أمر الله تعالى المسلمين بالإيمان بالكتب التى أنزلها فقال مخاطبا لهم في سورة النساء : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا} .
والإيمان بالكتب أصل من أصول الدين لدى المسلم فهو يؤمن بها إجمالا ، ويؤمن بالأربعة التي ذكرها الله في القرآن تفصيلا وهي :
-صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
-والتوراة.
-والزبور.
-والإنجيل.
-والقرآن .
كما يؤمن أن القرآن هو المهيمن على هذه الكتب و هو الكتاب الناسخ لها.
والإيمان بالكتب يتضمن أمورا أربعة :
-التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله.
-الإيمان بهذه الكتب جملة وتفصيلا.
-تصديق ما صح من أخبارها.
-القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها .
الإيمان بالكتب السماوية؟
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح بن عثيمين -رحمه الله تعالى- :
الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور :
الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله ، وأن الله تكلم بها حقيقة فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي ، ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري ، ومنها ما كتبه الله تعالى بيده كما قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى/51
وقال تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما ) النساء/164
وقال تعالى في شأن التوراة : ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) الأعراف/145 .
الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب تفصيلا وجب الإيمان به تفصيلا ، وهي الكتب التي سماها الله في القرآن وهي ( القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ).
وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا فنقول فيه ما أمر الله به رسوله : ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) الشورى/15 .
الثالث : تصديق ما صح من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يُبَدل أو يُحَرف من الكتب السابقة .
الرابع : الإيمان بأن الله أنزل القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها كما قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) المائدة/48 ، قال أهل التفسير : مهيمنا : مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ، ومصدقا لها يعني : يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ، ويحكم عليها بنسخ ـ أي رفع وإزالة ـ أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة ؛ ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُون . وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) القصص/52 :53 .
– وأن الواجب على جميع الأمة اتباع القرآن ظاهراً وباطناً والتمسك به ، والقيام بحقه كما قال تعالى : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا ) الأنعام/155
ومعنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه : إحلال حلاله ، وتحريم حرامه ، والانقياد لأوامره والانزجار بزوا جره والاعتبار بأمثاله ، والاتعاظ بقصصه ، والعلم بمحكمه ، والتسليم بمتشابهه والوقوف عند حدوده والذب عنه مع حفظه وتلاوته وتدبر آياته والقيام به آناء الليل والنهار ، والنصيحة له بكل معانيها ، والدعوة إلى ذلك على بصيرة .
ثمرات الإيمان بالكتب السماوية؟
هذا الإيمان يثمر للعبد ثمرات جليلة أهمها :
1- العلم بعناية الله بعباده حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به .
2- العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم كما قال الله تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) .
3- القيام بواجب شكر الله على هذه النعمة العظيمة .
4- أهمية العناية بالقرآن العظيم ، بقراءته وتدبره وتفهم معانيه والعمل به .